انخفض سعر النفط خلال جلسات اليوم الأربعاء ليبتعد الخام الأمريكي عن أعلى مستوى فى ستة أسابيع وخام برنت عن أعلى مستوى فى ثلاثة أسابيع، مع استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح، يأتي ذلك في ظل مخاوف أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة فى الولايات المتحدة إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وضعف الطلب على الوقود فى أكبر مستهلك له فى العالم.
أسعار النفط العالمية
تراجع الخام الأمريكي بأكثر من 1.12% إلى مستوي 76.41$ للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 77.29$، و سجل أعلى مستوي عند 77.69$، وانخفض خام برنت بنسبة 0.75% إلى مستوي 82.27$، من مستوى الافتتاح عند 82.87$، وسجل أعلى مستوي عند 83.55$.
عند اغلاق الجلسات أمس الثلاثاء، خسر الخام الأمريكي نسبة 4.1%، فى أول خسارة فى غضون الستة أيام الأخيرة، وبأكبر خسارة يومية منذ 4 يناير الماضي، بعدما سجلت فى وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى فى ستة أسابيع عند 80.90 دولارا للبرميل.
وانخفض خام برنت بنسبة 3.9%، منهيا موجة من المكاسب استمرت على مدار خمسة أيام متتالية، سجل خلالها مستوي 86.70 دولار للبرميل الأعلى منذ 13 فبراير الماضي.
في غضون ذلك، ارتفع مؤشر الدولار يوم الأربعاء بنسبة 0.2%، ليوسع مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي، مسجلا أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 105.88 نقطة، عاكسا استمرار الصعود الواسع فى مستويات العملة الأمريكية، الأمر الذي يضغط بالسلب على أسعار السلع والمعادن المسعرة بالدولار الأمريكي.
المخزونات الأمريكية
فى بيانات أولية أعلن معهد البترول الأمريكي ليل الثلاثاء انخفاض المخزونات التجارية فى البلاد بأكثر من 3.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي فى 3 مارس، على خلاف توقعات الخبراء ارتفاع بنحو 1.3 مليون برميل.
ويعد هذا الانخفاض الأسبوعي الغير متوقع فى المخزونات الأمريكية الأول فى غضون الشهر الأخيرة ، فى علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب و السحب فى أكبر مستهلك للوقود فى العالم.
ويترقب المتعاملون فى وقت لاحق اليوم البيانات الرسمية للمخزونات التجارية ومستويات الإنتاج، ضمن التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية، وتشير التوقعات إلى ارتفاع المخزونات بحوالي 1.3 مليون برميل، فى الزيادة الحادية عشر أسبوعيا على التوالي.
الإنتاج الأمريكي
وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي، استقرار إنتاج النفط فى البلاد بدون أي تغيير يذكر، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، ليستمر إجمالي إنتاج النفط فى الولايات المتحدة عند 12.3 مليون برميل، كأعلى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 10 أبريل 2020.
الفائدة الفيدرالية
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن أسعار الفائدة ستكون في مستوى أعلى من المتوقع سابقًا من قبل أعضاء الفيدرالي، وكشفت البيانات الأخيرة عن سوق العمل ومؤشر أسعار المستهلكين والمنتجين وأسعار نفقات الاستهلاك عن عودة التضخم لعكس الهبوط الذي حدث في نهايات 2022.
وقال باول في تصريحات: “جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة أقوى من المتوقع، مما يشير إلى أن المستوى النهائي لأسعار الفائدة من المرجح أن يكون أعلى مما كان متوقعًا في السابق”، وتابع: “إذا كان إجمالي البيانات يشير إلى أن هناك ما يبرر تشديد أسرع، فسنكون مستعدين لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة”.
هذه الملاحظات لها تأثيران: الأول، أن مستوى الذروة، أو النهائي، لمعدل الأموال الفيدرالية من المرجح أن يكون أعلى من المؤشر السابق من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، والثاني، أن التحول الشهر الماضي إلى رفع أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية قد لا يستمر طويلًا إذا استمر بيانات التضخم في الارتفاع، حيث ستتحول الدفعة إلى الرفع بـ 50 نقطة أساس.