تكثر طرق الاحتيال في سوق الفوركس ,إذا ما تحدثنا بشكل واقعي بعيداً عن المجاملات، فأي مجال استثماري يعتمد بشكل أساسي على الأموال السائلة, تجتهد فيه العديد من النفوس الغير سوية وتبذل جهداً مركباً لاستخدام الطرق المختصرة لتحقيق غاياتها الغير أخلاقية، ونظراً للعوائد الجيدة من استخدام هذه الأساليب يستخدم المحتالون طرقاً مبتكرة ومحدثة لتنفيذ حيلهم عبر أسلوب منمق في عرض الأفكار، مستغلين قلة المعلومات لدى بعض الضحايا وغريزة الطمع البشرية لدى ضحايا آخرين، في واقع الأمر نشعر بالشفقة بشكل كبير على هذه الفئة من المحتالين، من واقع الخبرة في الممتدة في سوق الفوركس على مدار عقد ونصف من الزمن ومن خلال مراقبة طرق الاحتيال, نجزم أن المحتال يبذل جهداً كبيراً ويجتهد ويتفنن في طرح خدعه، ما يثير الشفقة هنا هو أن هذه الجهود المبتكرة لو استخدمت بشكل أخلاقي وقانوني لاستطاع هذا المحتال تحقيق نتائج مذهلة، إلا أن غريزة الطريق المختصر المدفوعة بانعدام الوازع الأخلاقي تجعله لا يرى أي طريق آخر غير الاحتيال.
في هذا المقال نقدم لك عزيزي القاريء بعضاً من أشهر الطرق المستخدمة في عمليات الاحتيال في سوق الفوركس كي تتجنبها، فإن تعرضت لعبارات منمقة تلتقي مع واحدة من هذه الأساليب فابتعد فوراً عن مصدر هذه العبارات, لأنك على الأغلب تتعرض لشرك الوقوع في فخ الاحتيال.
طرق الاحتيال في سوق الفوركس
أولاً: الاحتيال الهرمي
الاحتيال الهرمي ليس وليد العقد الماضي كما يعتقد الكثيرين، لكن كثر الحديث عن هذا الأسلوب نتيجة سهولة ترويجه باستخدام الوسائل التكنولوجية المختلفة التي لم تكن متاحة سابقاً، يسمى أيضاً “تحايل بونزي” نسبة لمبتكر هذا الأسلوب “تشارلز بونزي” الذي تمكن من الاحتيال بمبلغ يقترب من 20 مليون دولار عام 1920 حيث قدم وعوداً لعملائه بتحقيق أرباح خيالية في وقت قصير جداً، وكان بونزي يقوم بدفع قيمة الأرباح الموعودة من أموال العملاء الجدد، وهكذا حتى ينتشر الخبر كالنار في الهشيم عن شركة تقوم بتقديم أرباح خيالية بدليل الأرباح التي استفادها العملاء القدامي، ويعتمد هذا المخطط على عامل الوقت دون الاستناد إلى عمل استثماري مطلقاً، عامل الخطر هنا الوعود مرتبط بتقديم أرباح كبيرة في وقت قصير، منطقياً إن كان صاحب النموذج يستطيع مضاعفة الأرباح بهذه السرعة, فلماذا لا يستثمر بأمواله الخاصة، وباستخدام الأسلوب الربحي المركب سيتمكن من تحقيق عائد ربحي بقيمة مليون دولار خلال أقل من سنة باستخدام الف دولار فقط.
ثانياً: الندوات العلمية فارغة المحتوى العلمي
وهو أيضاً أسلوب ليس بجديد، يعتمد فيه المحتال على تحصيل أموال اشتراك من الضحايا نظير المشاركة في الدورة التدريبية أو ورشة العمل والتي عادة لا تقدم أي معلومات جديدة مطلقاً، يعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي على التسويق المكثف والقوي، يحيط المحتال نفسه بزمرة من المطبلين الذي يحترفون التسويق واستخدام العبارات المنمقة لإقناع الضحايا أن المشاركة في هذه الدورة التدريبية لوحدها كفيلة بدخولك – الجنة – في الحياة الدنيا.
ثالثا: الكمبيالات
لتضمن تحقيق ربح حقيقي، نحن نلتزم بتقديم عقد قانوني يجبرناً على تقديم مبلغ ما كعائد ربحي بشكل شهري، ولا يوجد ما يضمن حقك أكثر من كمبيالة بإسم الشركة التي عادة تكون وهمية أو وليدة اللحظة، هذا الأسلوب يكثر استخدامه لاستهداف أصحاب رؤوس الأموال المتوسطة والكبيرة.
رابعاً: امتلاك أفضل استراتيجية تداول على الإطلاق
في هذا الأسلوب يقوم المحتال بتقديم تقارير تداول لا تشوبه شائبة، تقرير صفقات من مناطق دخول وخروج زمنية وسعرية قد لا يستطيع حتى “وارن بافيت” ان ينافسه، طبعاً هذا التقرير غير حقيقي، فلا يوجد إنسان لم يواجه خسائر في السوق في وقت ما، يتم تجاوز هذا الأسلوب من خلال طلب كلمة مرور للمشاهدة فقط على الحساب والإطلاع بشكل حقيقي على الحساب.
خامساً: رسوم الإشتراك
قول المحتال: “قبل أن نتحدث عن استراتيجية التداول التي استخدمها، هذا رقم حسابي البنكي قم بتحويل مبلغ ما لكي نتحدث”، كيف لا وهذه الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها اقناع الضحايا بأن لديه الطريقة السحرية لفهم السوق.
سادساً: المكافئات غير المنطقية
إن قمت بفتح حساب تداول حقيقي جديد ستحصل على بونص ترحيبي بقيمة 1000% وإن قمت بجلب صديقك للتداول من خلالنا ستحصل على آيفون آخر إصدار، نحن نقدم لك مزايا تداول بسبريد صفري ولا نتقاضى أي عمولة على الصفقات، إذا كنت تقدم كل هذه المغريات كوسيط ولا تربح من أي عمولات أو سبريد، فما هو مصدر ربحك كوسيط؟؟!!
إشارات الاحتيال في سوق الفوركس، إن تعرضت لواحدة منها فاهرب فوراً!
- شركة وساطة غير مرخصة أو مرخصة من هيئة رقابية في جزيرة معزولة وغير معروفة.
- مدير حسابات كثير الإلحاح وكثير المبالغة في تقديم الوعود.
- فرصة خالية من المخاطر تماماًّ!
- عوائد مضمونة!
- لا تفوت الفرصة، فالمقاعد محدودة.
ختاماً
سوق الفوركس كبير للغاية، الاحتيال فيه لا يشكل إلا نسبة بسيطة جداً، ولعل أبرز ما قد يتسبب في وقوعك عزيزي المتداول في شَرك الاحتيال, هو قلة المعلومات، بالرغم من أنه خلال أيامنا هذه أصبح بامكانك الحصول على أي معلومة بمنتهى السهولة، لذلك اتبع الإشارات الخضراء لتقييم الوسيط وتقييم المميزات المقدمة، يجب أن تكون منطقية أولاً ويقبلها العقل البشري، لن تصبح شهبندر التجار في بضعة أيام بعد التداول في السوق، ولكنك ستحقق نجاحاً معقولاً ومنطقياً إذا ما تداولت بحكمة.