يعطي تصنيف انواع العملات الرئيسية وفقاً لمكونات النظام الاقتصادي الخاص بالعملة, مساحة استثمارية أكثر عمقاً بما يتوافق مع أهداف التداول نتيجة الفهم الأشمل لمحركات العملة ومدى تأثرها بعناصر النظام الاقتصادي المحلي والدولي، ويتداول معظم تجار سوق الفوركس على أزواج العملات الرئيسية بشكل أكثر إقبالاً من أنواع العملات الأخرى، ولكن يفتقر العديد من المتداولين إلى التخصص بعملة أو اثنتين ودراستها عن كثب بهدف الفهم المعمق لها مما يوفر امكانية اعلى للنجاح، في هذا المقال سنستعرض تصنيفات انواع العملات الرئيسية في محاولة لتقديم فهم عن كل عملة من العملات الرئيسية على حدا.
انواع العملات الرئيسية وتصنيفاتها
أولاً: عملات الأمان
وهي عملات الملاذ الآمن أو العملات الآمنة، أي ما يلجأ له المستثمر لتجنب بعض أنواع مؤثرات السوق مثل التضخم، حيث تميل قيمتها للارتفاع خلال فترات عدم اليقين، الشك، والخوف، فيلجأ التجار لشراؤها لحماية مخزونهم النقدي من عوامل التضخم ومشتقاته، وتشكل عملات الاحتياط هذه هامش أمان نسبي مقارنة بغيرها من العملات, نتيجة تمتع بلدانها بمستوى استقرار أو نفوذ سياسي يسمح لها بتشكيل نظامها الاقتصادي براحة عالية حيث تتمتع بمستويات تضخم منخفضة وفائض نسبي في ميزان المدفوعات وغيرها من مظاهر الاستقرار الاقتصادي.
الدولار الأمريكي
عملة الاحتياط الأكثر شهرة وتداولاً عالمياً، عملة التسعير للعديد من السلع السيادية، تلعب دوراً سيادياً عالمياً منذ نشأة نظام “بريتون وودز”، وتشير التقديرات إلى أن جميع دول العالم مجتمعة احتفظت خلال العقد الماضي برصيد من الدولار الأمريكي بنسبة 60% من إجمالي مخزونها النقدي من العملات الأجنبية, لذلك نرى تأثيرات عالمية حتى لأبسط الأخبار الاقتصادية على الدولار الأمريكي أو أي تغيير في السياسة المالية أو النقدية العالمية, عملاً بالمقولة الاقتصادية العامة الأكثر شهرة في هذا الخصوص: “‘إذا عطست الولايات المتحدة الأمريكية أصيب العالم بأجمعه بالزكام”.
الفرنك السويسري
انعكاساً لحالة الحياد المطلق التي تتبعها سويسرا منذ قرون، وعملاً بنظام الاقتصادي المتقاطع مع العديد من عوامل الأمان فإن عملتها تشكل ملاذاً آمناً في حالة الاضطرابات العالمية, حيث يلجأ العديد من التجار لتحويل مخزونهم النقدي بشكل كلي أو جزئي إلى الفرنك السويسري لتجنب المخاطر.
الين الياباني
من أكثر الأمور المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالين الياباني هو ارتفاعه عن وجود أخبار اقتصادية سلبية في اليابان على النقيض تماماً من المبدأ الاقتصادي المتعلق بدفع أسعار العملات للأسفل أو الأعلى، فعند حدوث اضطرابات اقتصادية في اليابان أو عند تأثر مصالحها السيادية يقوم التجار بإعادة أموالهم من الخارج إلى السوق المحلية أو ما يعرف بعملة استرداد الأوراق المالية، أما السبب الآخر فهو تداول الين الياباني كعملة تسعير وليس كعملة أساسية فمثلاً تلاحظ أزواج العملات المتقاطعة للين الياباني الأكثر شهرة AUDJPY, CADJPY, NZDJPY حيث تؤدي أي أخبار سلبية على الين الياباني لارتفاع قيمة الين نفسه، مثلما أوضحنا, فيؤدي هذا الانخفاض بدوره لارتفاع قيمة هذه الأزواج، لذلك يلجأ العديد من المستثمرين للتوجه إلى الين الياباني عند وجود حالة عدم يقين عالمية.
ثانيا: عملات السلع
وهي عملات الدول التي يعتمد تكوينها الاقتصادي على حصة كبيرة من واردات السلع، وعند الحديث عن هذا المستوى الضخم من الإنتاج السلعي فإن الحديث يتجه بشكل أساسي إلى النفط، الغاز الطبيعي، الفحم، المعادن الثمينة، فهي دول تمتلك اقتصاداً قوياً لدرجة أن عملاتها هي عملات رئيسية عالمية من جهة، ومن جهة أخرى تشكل السلع جزءاً كبيراً من تكوين منظومتها الاقتصادية، لذلك لا بد أن يكون حجم الانتاج والتبادل والتصدير كبيراً جداً.
تجدر الإشارة إلى أن معظم عملات السلع بشكل أو بآخر تخضع لمراقبة حثيثة من حكوماتها ولا يتم تداولها بشكل مفرط في السوق، وعلى الرغم من ذلك تتمتع بمستويات سيولة عالية مقارنة بغيرها من العملات، والتي تتميز بأن أسعارها شديدة الحساسية لديناميكيات التصدير العالمية، ومستويات المخاطرة في السوق، حيث ترتفع أسعارها بشكل مطرد في حالة توسع الاقتصاد العالمي نظراً لازدياد الإقبال على منتجاتها.
أما أبرز طرق تداول هذه العملات فهي تجارة المناقلة carry trade والتي قمنا بشرحها بشكل مفصل سابقاً, حيث يقوم بتداول زوج عملات؛ لدولة تمتلك معدل فائدة منخفض والأخرى بمعدل فائدة مرتفع الأمر الذي يؤدي لتوفير فرص استثمارية غير محدودة.
الدولار الكندي
أشهر عملات السلع عالمياً، يعتمد اقتصادها بشكل كبير على صادراتها النفطية حيث تحتل مركزاً متقدماً عالمياً في قائمة أعلى الاحتياطات للنفط والغاز الطبيعي، كذلك تعتبر لاعباً قوياً في ساحة الطاقة حيث تقوم بتقديم نسبة كبيرة من الصادرات النفطية لمزيج الطاقة العالمي، عندما ترتفع أسعار النفط يرتفع بشكل حتمي سعر الدولار الكندي، كذلك يعبر بشكل متزامن عن الترابط بين الاقتصاد الكندي واقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية حيث تحتل الأخيرة المركز الأول في قائمة المستوردين من كندا, وبالتالي تتأثر بمستويات استقرار الاقتصاد الامريكي.
الدولار الاسترالي
تقوم بتصدير حصة عالمية كبيرة من النحاس والحديد، الصين هي المستورد الأول للسلع من استراليا وبالتالي هناك ارتباط واضح بين اليوان الصيني والدولار الاسترالي، فإن اردت مراقبة أداء الدولار الاسترالي احرص أيضاً على مراقبة أهم الأخبار القادمة من جمهورية الصين الشعبية.
الدولار النيوزلندي
تقوم بتصدير قائمة طويلة من منتجات اللحوم، الألبان، الخشب، الصوف، وغيرها من السلع، ونظراً لقربها الجغرافي من استراليا فإن الاقتصاد النيوزلندي مرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد الاسترالي.
تمتع بتجربة تداول مميزة وفريدة مع IMMFX