يتم إدراج الشركات في البورصة أو طرح أسهمها للاكتتاب العام لزيادة رأس المال وتوفير السيولة لمساهميها وانشطتها التجارية، ويمكن أن تختلف هذه العملية اعتمادًا على البورصة والبلد الذي توجد فيه الشركة والعديد من الامور الاخرى، ولكنها عادةً ما تتضمن سلسلة من الخطوات التي يجب على الشركة إكمالها قبل تداول أسهمها في البورصة.
كيف يتم إدراج الشركات في البورصة؟
تحديد البورصة الأنسب للشركة
هناك العديد من البورصات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بورصة نيويورك (NYSE) وناسداك وبورصة طوكيو (TSE)، كل بورصة لها متطلبات الإدراج الخاصة بها والرسوم وعملية الإدراج، لذلك من المهم أن تقوم الشركة بالبحث واختيار البورصة التي تناسب احتياجاتها.
تشمل العوامل التي يجب على الشركة مراعاتها عند اختيار البورصة متطلبات الإدراج في البورصة وحجم التداول وأنواع الشركات المدرجة بالفعل في البورصة.
تقديم الطلب
بمجرد أن تختار الشركة البورصة، يجب عليها تقديم طلب لإدراج أسهمها، يتضمن هذا التطبيق عادةً معلومات مالية، مثل البيانات المالية المدققة خلال مدة زمنية معينة، بالإضافة إلى معلومات حول إدارة الشركة وعملياتها التجارية وكذلك يجب ان تستوفي شرط وجود حد ادنى من رأس المال تختلف قيمته باختلاف البورصة.
حيث تقوم البورصة بمراجعة الطلب وقد تقوم بإجراء تفتيش في الموقع لمرافق الشركة وعملياتها، بعد ذلك تنظر البورصة أيضًا في الأداء المالي للشركة، وفريق الإدارة، وخطة العمل الشاملة لتحديد ما إذا كانت الشركة مناسبة للبورصة.
الموافقة على الطلب
إذا قررت البورصة أن الشركة تفي بمتطلبات الإدراج الخاصة بها، فسوف توافق على الإدراج ويمكن للشركة أن تبدأ عملية طرح أسهمها للاكتتاب العام وهي عملية إصدار وبيع حصص جديدة من الأسهم للجمهور، عادة ما يتم الاكتتاب من قبل بنك استثماري أو مجموعة من البنوك، والتي ستقوم بشراء الأسهم الجديدة من الشركة ثم إعادة بيعها للجمهور، كما سيساعد البنك الاستثماري الشركة في تسعير الأسهم وتحديد عدد الأسهم التي سيتم بيعها في الطرح.
تقديم تسجيل لدى منظم الاوراق المالية
سيُطلب من الشركة أيضًا تقديم بيان تسجيل لدى منظم الأوراق المالية في البلد الذي تم إدراجه فيه، يوفر بيان التسجيل هذا معلومات مفصلة حول الوضع المالي للشركة، والإدارة والعمليات التجارية وشروط وأحكام الأسهم الجديدة التي يتم طرحها للجمهور، أيضاً يوفر بيان التسجيل أيضًا معلومات حول عوامل المخاطرة في الشركة وأي معلومات أخرى يراها المنظم ضرورية للمستثمرين لاتخاذ قرار مستنير بشأن الاستثمار في الشركة.
البدء بعملية بيع الاسهم
بمجرد الموافقة على بيان التسجيل يمكن للشركة أن تبدأ عملية بيع أسهمها للجمهور، هذه العملية والمعروفة باسم الطرح العام الأولي (IPO) هي مرحلة حاسمة في عملية الإدراج، ستجري الشركة عادةً عرضًا ترويجيًا، حيث ستلتقي الإدارة مع المستثمرين المحتملين لمناقشة فرص الشركة المستقبلية وخطة أعمالها، والإجابة على أي أسئلة قد تكون لديهم، تعتبر الحملة الترويجية فرصة للشركة لزيادة اهتمام المستثمرين وخلق الطلب على أسهمها.
تحديد سعر السهم النهائي
بمجرد اكتمال الحملة الترويجية ستحدد الشركة السعر النهائي لأسهمها وسيتم بيع الأسهم للجمهور، بعد الاكتتاب العام، ستبدأ الأسهم بالتداول في البورصة، وستصبح الشركة شركة مساهمة عامة.
من المهم ملاحظة أن طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام ليس الطريقة الوحيدة التي يمكن للشركة من خلالها زيادة رأس المال. تختار بعض الشركات زيادة رأس المال من خلال الأسهم الخاصة أو تمويل الديون بدلاً من طرحها للاكتتاب العام.
بالإضافة إلى ذلك، قد تختار بعض الشركات الإدراج في البورصة دون زيادة رأس المال الإضافي، يُعرف هذا باسم “الإدراج المباشر” ويسمح للشركات بتوفير السيولة لمساهميها الحاليين دون إصدار أسهم جديدة.
ويؤخذ بعين الاعتبار انه بمجرد إدراج الشركة في البورصة، ستخضع لمتطلبات تنظيمية مختلفة والتزامات إعداد التقارير، سيُطلب من الشركة تقديم تقارير مالية منتظمة إلى منظم الأوراق المالية، مثل البيانات المالية السنوية والفصلية.
بالإضافة إلى ذلك، سيُطلب من الشركة الكشف عن أي أحداث جوهرية أو تغييرات في أعمالها قد تؤثر على أدائها أو سعر سهمها.
ختاماً
يمكن أن يكون الإدراج في البورصة طريقة رائعة للشركات لزيادة رأس المال وتوفير السيولة لمساهميها، تتضمن عملية الإدراج في البورصة عدة خطوات، بما في ذلك اختيار البورصة وتقديم طلب والاكتتاب وتقديم بيان التسجيل.
تحتاج الشركات أيضًا إلى الامتثال للمتطلبات التنظيمية المختلفة والتزامات إعداد التقارير بمجرد إدراجها في البورصة، من المهم للشركات أن تدرس بعناية مزايا وعيوب طرح أسهم عامة واختيار استراتيجية الإدراج الصحيحة التي تناسب احتياجاتها.