أسعار الصرف تعني قيمة إحدى العملات عند التحويل إلى عملة أخرى, أي عدد وحدات تلك العملة التي يتم استبدالها بوحدة واحدة من العملة المقابلة، على سبيل المثال 1 دولار = 14.14 ليرة تركية أي دفع 14.14 ليرة تركية للحصول على دولار واحد في المقابل, بالتالي تساعد معرفة قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية المتنوعة, المستثمرين على تقييم الأصول المسعرة بالعملة الأجنبية, كذلك معرفة سعر صرف الدولار مقابل اليورو يعد أمراً مهماً بالنسبة للمستثمر في الولايات المتحدة الأمريكية عند اختياره الاستثمارات الأوروبية.
كيف يتم تحديد أسعار الصرف الدولية؟
يتم تحديد أسعار صرف العملات الأجنبية في بلدان مختلفة باستخدام طريقتين رئيسيتين: سعر مرن يتغير وفق قوى السوق, وسعر ثابت تحدده السلطات النقدية لعملة أو أكثر ونادراً ما يتغير، نوضح كليهما:
أسعار الصرف المرنة
يحدد سوق الصرف الأجنبي أو الفوركس معظم أسعار صرف العملات, تتغير هذه الأسعار باستمرار من لحظة إلى أخرى, وتتأثر أسعار الصرف المرنة بالسوق المفتوحة من خلال العرض والطلب في أسواق العملات العالمية.
على هذا النحو إذا كان الطلب على عملة معينة مرتفعًا، فمن المرجح أن تزداد قيمة هذه العملة, ولكن إذا انخفض الطلب على عملة معينة، فإن قيمتها في سوق الصرف الأجنبي تنخفض أيضًا, ويندرج تحت على العملات الرئيسية – الجنيه الإسترليني والبيزو المكسيكي واليورو والين الياباني والدولار الكندي- وغيرها.
يشار هنا, أن حكومات هذه البلدان وبنوكها المركزية لا تتدخل للحفاظ على أسعار الصرف ثابتة, على الرغم من أن السياسة النقدية يمكن أن تؤثر على الأسعار على المدى الطويل، إلا أنه بالنسبة لمعظم هذه الدول تؤثر فقط على أسعار الصرف وليس تنظيمها.
أسعار الصرف الثابتة
تحدد البنوك المركزية في هذه البلدان أسعار صرف العملات الأجنبية الثابتة أو “المربوطة”, بحيث تحدد السعر مقابل العملات الرئيسية الأخرى مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو الين الياباني، ومن أجل تنظيم سعر الصرف الثابت, تشتري حكومات هذه الدول عملتها الخاصة وتعمل على بيعها مقابل العملة الأجنبية المرتبطة بها، مع الإشارة هنا أن الحكومات عبر البنوك المركزية تعمل من فينة لأخرى على تحديد متى يجب تغيير أسعار صرف العملات الأجنبية, ومن هذه البلدان – المملكة العربية السعودية والصين-، بحيث تضمن هذه البلدان أن البنوك المركزية لديها مبالغ كافية من الأموال في احتياطياتها من العملات الأجنبية لتحديد مقدار عملتها في سوق الصرف الأجنبي.
طرق تحديد سعر الصرف؟
طريقة المعيار الذهبي
نظام نقدي تكون فيه عملة الدولة أو النقود الورقية مرتبطة بشكل مباشر بالذهب.
تعادل القوة الشرائية
نظرية وضعها “غوستاف كاسل” عام 1920, تستخدم لقياس توازن سعر الصرف بين عملتين وتحقيق المساواة بينها عن طريق حساب الفروق في معدلات التضخم وتكلفة المعيشة.
نظرية القيمة الاسمية لصندوق النقد الدولي
الغرض من صندوق النقد, هو مراقبة أسعار الصرف وإقراض العملات الاحتياطية للدول التي تحتاجها لدعم عملاتها وتسوية ديونها.
أسباب تغير أسعار الصرف؟
تتغير الأسعار عندما تتغير قيم العملات, هناك عدة عوامل رئيسية تؤثر على حركة وقيم العملات المحلية والأجنبية، وتشمل ثلاثة عوامل رئيسية وهي:
1- أسعار الفائدة
تعتبر أسعار الفائدة التي يحددها البنك المركزي عاملاً رئيسيًا يؤثر على سعر الصرف, بحيث تحمل معدلات الفائدة المرتفعة تأثيرات إيجابية على قيمة عملة الدولة, وقد يتجه المستثمرون لتبديل عملتهم بعملة واحدة ذات أسعار فائدة أعلى، ثم حفظها في بنك ذلك البلد للاستفادة من سعر الفائدة الأعلى.
2- عرض النقود
يمكن أن يؤثر المعروض النقدي الذي يوفره البنك المركزي للبلد على قيمة العملة في سوق الصرف الأجنبي، على سبيل المثال، إذا كان هناك الكثير من الأموال المتداولة، فسيكون هناك الكثير منها مقابل القليل جدًا من السلع.
3- الاستقرار المالي
يمكن أن يؤثر الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي لبلد ما على أسعار صرف العملات الأجنبية, فقد يتجه المستثمرون لشراء السلع والخدمات من البلدان ذات الاقتصاد القوي والمتنامي، هذا يعني أنهم سيحتاجون إلى المزيد من عملة هذا البلد للشراء منها، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على العملة وتعزيز قيمتها في سوق الصرف الأجنبي.
في المقابل يبتعد المستثمرون عن الدول ذات الاقتصاد السيئ، فقط الاستثمار مع الدول التي يمكنها تحقيق المكاسب وحيازة سندات حكومية بتلك العملة.
الفوركس والسلع
كلما زاد اعتماد بلد ما على صناعته المحلية الأساسية، كلما ازدادت قوة العلاقة بين عملته وأسعار السلع في تلك الصناعة، مع التنويه إلى أنه لا توجد قاعدة عالمية لتحديد السلع التي سيتم ربط عملة معينة بها ومدى قوة هذا الارتباط، ومع ذلك, تقدم بعض العملات أمثلة جيدة للعلاقات بين السلع والعملات الأجنبية.
فمثلاً الدولار الكندي يرتبط ارتباطًا إيجابيًا بسعر النفط لذلك مع ارتفاع سعر النفط يميل الدولار الكندي إلى الارتفاع مقابل العملات الرئيسية الأخرى، هذا لأن كندا مصدر مهم للنفط الخام، وعندما ترتفع أسعار النفط تجني كندا المزيد من الإيرادات من صادراتها النفطية، الأمر الذي يمنح الدولار الكندي قوة في السوق.
مثال آخر هو الدولار الأسترالي بحيث يرتبط ارتباطًا إيجابيًا بالذهب نظرًا لأن أستراليا واحدة من أكبر منتجي الذهب في العالم، تميل عملتها إلى التحرك تمشياً مع تغيرات أسعار سبائك الذهب, وبالتالي عندما ترتفع أسعار الذهب بشكل كبير، يرتفع الدولار الأسترالي مقابل سلة العملات.