يعتقد الكثيرون بان الحالة السائدة الآن هي الركود الاقتصادي؛ لكن ذلك ليس صحيحاً! حيث يعرف الركود بأنه ربعين متتاليين من زيادة الناتج المحلي الإجمالي السلبي، وهذا لم يحدث حتى اللحظة، ما يضرب الاقتصاد هذه الأيام هو انخفاض في النمو الاقتصادي بشكل كبير ومتسارع وزيادة في معدلات البطالة.
المصطلح يعتبر فضفاض نوعاً ما، ولكن ما أجمع عليه الخبراء أن الاقتصاد ليس في حالة ركود, فمثلاً في كندا لم تكشف الدولة عن حدوث الحالة الاقتصادية المذكورة، إلا أن أحد منظمات الأبحاث في الدولة تتابع حالة الركود!
المعهد يقول بأن الركود بدأ خلال مارس من العام 2020 أثناء ذورة تفشي وباء كورونا؛ كاشفاً بأن هذه الحالة انتهت خلال أغسطس عام 2021، إلا أن التضخم الذي يضرب الدولة كما العالم جعل من الكنديين يتساءلون عن الأزمة المقبلة.
يُجمع الاقتصاديون على الاعتقاد بأن الركود سيحدث على الأرجح في عام 2023؛ يمكن تفسير هذه التوقعات إلى حد كبير من خلال الرفع القوي لأسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في إطار مواجهة التضخم.
وصلت معدلات التضخم – معدل الزيادة في الأسعار التي ندفعها مقابل السلع والخدمات – إلى مستويات لم نشهدها منذ أربعة عقود، بحيث أثرت معدلات التضخم المتصاعدة على القوة الشرائية لدى الكثيرين حيث بات المواطنون يجدون صعوبة متزايدة في تحمل تكاليف الضروريات الأساسية، بالإضافة إلى ذلك أثر هذا الارتفاع سلباً على الكفاءة الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض عام في النمو.
ماذا يحدث خلال فترة الركود؟
خلال فترة الركود، تضطر الشركات إلى تقليص التوظيف وتسريح العمال وخفض ساعات العمل؛ وفي حال حدث ركود سينجم عن ذلك ارتفاع في معدلات البطالة وأعداد العاطلين عن العمل، ما يعني خسائر كبيرة في قطاع الخدمات، لا سيما في اقتصاد الوظائف المؤقتة.
الأمر الذي يعني فقدان الدخل والبحث عن المدخرات لدفع ثمن الضروريات مثل الطعام والسكن والمواصلات؛ وبالتالي فإن فقدان الوظائف المحتمل أو ساعات العمل المخفضة هي أكبر عواقب الركود؛ ويجب أن يكون الجميع مستعد لذلك.
كيف تستعد لمواجهة الركود؟
مع اقتراب الركود، يشعر الجميع بالقلق بشأن حالة مواردهم المالية؛ فيما يلي عدد من النصائح التي يجب اتباعها:
• قلل نفقاتك على الفور، خاصة تلك على العناصر غير الأساسية؛ اغتنم الفرصة لمراجعة ميزانيتك وإعادة النظر في عادات التسوق اليومية التي تتضاعف, بدلًا من تناول الطعام بالخارج كل يوم، فكر في إعداد الوجبات في المنزل، هذا هو الوقت المثالي لمراجعة عادات الشراء الخاصة بك، ومراجعة ميزانيتك.
• سدد ديون بطاقتك الائتمانية، حيث من المهم سداد الديون ذات الفائدة المرتفعة قدر الإمكان في أسرع وقت ممكن، فخلال الأشهر المقبلة ستستمر أسعار الفائدة في الارتفاع، مما سيجعل السداد أكثر صعوبة.
• انتبه جيدًا لدفع الفواتير وتجنب الرسوم المتأخرة حيث تتراكم هذه الرسوم أيضًا بمرور الوقت، وضع خطة للتأكد من سداد الفواتير في أو قبل تاريخ الاستحقاق، حيث أن دفع الفواتير في وقت متأخر يؤدي إلى غرامات مالية أنت في غنىً عنها.
• كن مستعدا لفقدان وظيفتك؛ وفي هذا الجانب تأكد من تحديث سيرتك الذاتية وأنك جاهز للبحث عن وظيفة، أي كن أكثر قابلية للتوظيف, نظرًا لأن فترات الركود تؤثر بشكل عام على الأشخاص الأقل خبرة ومؤهلات أقل، يجب عليك تحديث مهاراتك المهنية.
الخلاصة
تعتبر حالات الركود أو الانكماش الاقتصادي، جزءًا مما يُعرف بدورة الأعمال، والتي تصف حالات الصعود والهبوط في الاقتصاد؛ تحدث عادة مرة كل عقد وأحيانًا أكثر، لذلك يجب أن تكون دائمًا مستعداً جيدًا لمثل هذه الحالات.
لذلك من الأسهل تطبيق النصائح السابقة قبل حدوث الركود، حتى مع توقع حدوثه قد يكون التعايش مع ذلك صعباً!
تمتع بتجربة تداول مميزة وفريدة مع IMMFX