العقود الآجلة هي واحدة من الأدوات المالية الأكثر شيوعاً واقبالاً بين جمهور المتعاملين في سوق الفوركس، وعلى الرغم من هذه الأهمية يمتلك العديد من الجمهور معلومات غير كاملة أو مغلوطة في بعض الأوقات عن طبيعة تكوينها وعملها والتداول بها، ينظر للأداة المالية فقط على أنها سعر نشتريه عندما يكون الشكل قاع ونبيعه عندما يكون قمة، وهذا الأمر خاطيء بالمطلق، فالعقود الآجلة أدوات مالية ذات خصوصية عالية للغاية تحتاج لدراسة لطبيعتها وطريقة عملها، قد تكون قراراتك التجارية في غاية الدقة، ولكن خطة التداول الخاصة بك تفشل بسبب اختيار نقاط دخول زمنية غير مناسبة.
في هذا المقال نسلط الضوء على ما يتعلق بطبيعة عمل العقود الآجلة في سوق الفوركس حتى تتمكن عزيزي المتداول من اتخاذ قراراتك التجارية بشكل آمن.
ما هي العقود الآجلة؟
هي اتفاق على البيع أو الشراء لأي أداة مالية بسعر محدد مسبقاً ولكن في وقت لاحق مستقبلاً، مثلاً يميل المزارعين لاستخدام هذه التقنية لبيع محصولهم الزراعي الذي قد لا يكون تم بيعه من الأساس، على أن يتم تسليم المحصول الزراعي خلال وقت محدد مسبقاً لضمان وجود مشتري قبل أن تفسد المحاصيل الزراعية بعد حصادها في انتظار وجود مشتري، ويقوم المشتري بالتعهد بالشراء والبائع بالتعهد بالبيع عند انتهاء مدة العقد في التاريخ المحدد.
في سوق الأدوات المالية تكون عادة قيمة العقود نهاية كل شهر، مثلاً في سوق النفط تنتهي الغالبية العظمى من العقود نهاية كل شهر، وتم ابتكار هذه التقنية من الأساس لأن بعض الأدوات المالية تتمتع بخصوصية عالية لا تتيح امكانية التسليم فور اتمام الشراء بشكل فوري، قد تشتري كمية من النفط لم يتم استخراجها وتكريرها بعد، وتتنوع أشكال الأدوات المالية التي تستخدم تقنية العقود الآجلة لتشمل تقريباً أي سلعة أو خدمة متاحة، فهي تقنية للبيع وليست سلعة أو خدمة بحد ذاتها، تمتد قائمة هذه الأدوات المالية لتشمل: العملات، المؤشرات، سلع الطاقة، المعادن الثمينة، السلع الاساسية، السلع الزراعية، أدوات الفوركس المختلفة.
أنواع المتعاملين في سوق الآجل
- المضاربون: وهم التجار الذين يرغبون بالاستفادة من التقلبات السعرية لأسعار الادوات المالية مثل تجار الفوركس، عادة عند انتهاء العقد الآجل لا يقوم لا البائع بالتسليم ولا المشتري بالتسلم, بل يتم اجراء تسوية سعرية بشكل أوتوماتيكي وفقاً لفرق السعر وقت الشراء والسعر الحالي فور انتهاء العقد ويتم دفع قيمة الفرق سواء كان ايجابياً او سلبياً.
- المتحوطون: وهم الأفراد أو المؤسسات التي ترغب في التحوط ضد التقلبات السعرية، أنا لا اريد الربح، ولكن لا اريد الخسارة أيضاً، بمعنى أنه في بعض أوقات التقلب الشديد تلجأ بعض الجهات للتحوط من هذه التقلبات، مثال على ذلك شركات الطيران التي تعتمد بشكل كبير على المنتجات النفطية لتشغيل عملياتها والتي تقوم بالشراء الفوري والآجل بشكل حقيقي لسلع الطاقة وترغب في أوقات التقلب الشديد التحوط ضد التغير في أسعار النفط بشراء عقود آجلة بهدف التحوط.
مميزات العقود الآجلة
- مستويات السيولة العالية: ويرجع ذلك لسهولة تداولها فهي بذلك توفر منافسة عالية جداً للتداول عليها مما يرفع مستويات السيولة العميقة لهذه الأدوات.
- الشفافية: يتم تداولها في الأسواق الرسمية وتخضع لمقاييس موحدة ومراقبة جيدة ويصعب التلاعب بها.
- تنوع أساليب التداول: يمكن تداولها بعدة أساليب مما يخلق مساحة أكبر لإدارة المخاطر.
عيوب العقد الآجل
- انتهاء العقد: قد ترغب بالتداول لفترة أطول من مدة العقد، عند انتهاء العقد يتم اجراء التسوية بشكل مباشر ولن تتنظرك الأسواق للخروج من مراكزك.
- التداول بالهامش: وهذا الأمر في حد ذاته قد يندرج ضمن المميزات وقد يندرج ضمن السلبيات، فهي من الممكن أن تتسبب بتحقيق أرباح عالية ولكن في نفس الوقت من الممكن أن تتسبب بخسائر فادحة.
- متطلبات الدخول: قد يكون الحد الأدنى لدخول أي صفقة جيدة على بعض العقود غير مناسباً لرؤوس الأموال الصغيرة.
- اللوائح التنظيمية: قد تخضع بعض العقود الآجلة لحدود معينة للتداول عليها، سواء كانت حدود تجارية أو زمنية.
أنواع العقد الآجل
أولاً: عقود الفوركس
وهي مشتقات لبعض أدوات الفوركس، تختص بالعملات مثل اليورو الاوروبي مقابل الدولار الامريكي، وهي عقود ملزمة للأطراف بالتسليم بسعر متفق عليه وتاريخ متفق عليه، هذا النوع من العقود متوفر تقريباً في معظم بورصات العالم.
ثانياً: عقود الأسواق المالية
وهي مشتقات يتم تداول فيها أدوات مالية على أسعار الفائدة وهي الأكثر شيوعاً.
ثالثا: عقود الأسهم الفردية
وهي مشتقات يتم تداول فيها الأسهم بأنواعها، المشتري يتوقع ارتفاع الأسعار عند التسليم، والبائع يتوقف انخفاض الأسعار، تعرف اختصاراً SSFs.
رابعاً: عقود المؤشرات
وهي مشتقات يتم تداول فيها مؤشرات البورصة العالمية مثل الداو جونز والداكس وغيرها من مؤشرات الأسهم.
خامساً: عقود السلع
وهي مشتقات يتم تداول فيها السلع بأنواعها مثل عقود الذهب والنفط والغاز الطبيعي والقمح وغيرها.
سادساً: عقود المعادن
تشمل هذه الفئة عقود الذهب أيضاً ولكنها أكثر اتساعاً لتشمل عقود المعادن الأخرى مثل النحاس والبلاديوم والبلاتين وغيرها.
سابعاً:: عقود المنتجات الزراعية
النوع الأقدم على الإطلاق، يتم فيها تداول أي منتج زراعي، تشمل السكر والبن والقطن وغيرها.