تداول السلع | كيف نبدأ الاستثمار بها؟

يشكل تداول السلع جانبًا مهمًا من الحياة اليومية للمستثمرين, حيث يعتبر أساس نظام التجارة العالمية منذ القدم كون السلع من أوائل الأصول المالية المتداولة والتي تدعم الاقتصاد العالمي, وتوفر فرصًا فريدة للمستثمرين للتداول والاستفادة من أسعارها المتغيرة باستمرار، حيث تمثل السلع وسيلة مهمة لتنويع المحافظ الاستثمارية بما يتجاوز الأوراق المالية التقليدية, نظرًا لأن أسعارها تميل إلى التحرك عكس الأسهم، ناهيك عن أن بعض المستثمرين يتجهون نحو السلع خلال فترات تقلب السوق.

في الماضي, كان تداول السلع يتطلب قدرًا كبيرًا من الوقت والمال والخبرة، وكان يقتصر الأمر في المقام الأول على المتداولين المحترفين, أما اليوم، هناك المزيد من الخيارات للمشاركة في أسواق السلع الأساسية, مع الإشارة هنا إلى أن الاستثمار في السلع يتطلب معرفة أكثر تخصصًا, وقد يحمل مخاطر أعلى من الاستثمارات الأخرى.

وقبل الحديث عن تداول السلع من المهم توضيح المقصود بها, وهي المواد الخام التي تستخدم لإنتاج السلع النهائية, تشمل – المنتجات الزراعية والخامات المعدنية والوقود الأحفوري – وهي في الأساس أي نوع من الموارد الطبيعية التي تستهلكها الشركات والأفراد،  وهي سلع مادية يتم شراؤها وبيعها والمتاجرة بها في الأسواق، تختلف عن الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات التي لا التي يتم المتاجرة بها عبر عقود مالية.

يوجد أربعة أنواع رئيسية من السلع وهي:

1- طاقة: يشمل سوق الطاقة والنفط والغاز الطبيعي والفحم والإيثانول واليورانيوم, تشمل الطاقة أيضًا أشكالًا من الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

2- المعادن: تشمل المعادن السلعية الثمينة، مثل الذهب والفضة والبلاديوم والبلاتين, وكذلك المعادن الصناعية، مثل خام الحديد والقصدير والنحاس والألمنيوم والزنك.

3- زراعة:  تشمل السلع الصالحة للأكل، مثل الكاكاو والحبوب والسكر والقمح، وكذلك المنتجات غير الصالحة للأكل, مثل القطن وزيت النخيل والمطاط.

4- الماشية: تشمل جميع الحيوانات الحية، مثل الأبقار والخنازير.

تتغير أسعار السلع باستمرار مع تغير العرض والطلب في الاقتصاد العالمي, وقد يؤدي سوء الحصاد في الهند إلى ارتفاع أسعار الحبوب، وقد يؤدي ارتفاع إنتاج النفط في الشرق الأوسط إلى انخفاض الأسعار العالمية للنفط، بالتالي يهدف المستثمرون في سوق السلع الأساسية إلى الربح من اتجاهات العرض والطلب أو تقليل المخاطر من خلال التنويع عن طريق إضافة فئات أصول مختلفة إلى المحافظ الاستثمارية.

ما هو تداول السلع؟

عبارة عن تبادل الأصول المختلفة, عادةً العقود الآجلة التي تستند على سعر سلعة مادية أساسية؛ مع شراء أو بيع هذه العقود يقوم المستثمرون بالمراهنة على القيمة المستقبلية المتوقعة لسلعة معينة, إذا كانوا يعتقدون أن سعر سلعة ما سيرتفع، فإنهم يشترون عقودًا آجلة معينة, وإذا اعتقدوا أن سعر السلعة سينخفض​​، فإنهم يبيعون عقودًا آجلة أخرى.

نظرًا لأهمية السلع في الحياة اليومية، فقد بدأ تداول السلع قبل وقت طويل من تطور الأسواق المالية الحديثة حيث طورت الإمبراطوريات القديمة طرقًا تجارية لتبادل سلعها, بدأت تجارة السلع الحديثة في الولايات المتحدة في عام 1848 في مجلس شيكاغو للتجارة, حيث سُمح للمزارعين بتثبيت أسعار بيع الحبوب في نقاط مختلفة خلال العام بدلاً من الحصاد فقط، عندما كانت الأسعار تميل إلى الانخفاض, من خلال الموافقة على السعر في وقت مبكر  – العقود الآجلة -، بالتالي حصل كل من المزارع والمشتري على الحماية ضد تغيرات الأسعار.

الآن سوق السلع بات أكثر تطوراً ويتمثل ذلك بقائمة طويلة من السلع المتنوعة التي يتم تداولها، وأضبح أيضاً سوق دولية بها بورصات حول العالم, يمكن تداول السلع خلالها 24 ساعة في اليوم خلال أسبوع العمل.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

كيفية تداول السلع

هناك عدة طرق مختلفة لتداول السلع ومنها:

العقود الآجلة للسلع

الطريقة الأكثر شيوعًا لتداول السلع من خلال شراء وبيع العقود في بورصة العقود الآجلة, تعتمد على الدخول في اتفاقية مع مستثمر آخر بناءً على السعر المستقبلي للسلعة.

على سبيل المثال، قد توافق على عقد مستقبلي للسلع لشراء 1000 برميل من النفط بسعر 85 دولارًا للبرميل في 30 يومًا, في نهاية العقد، لا تقوم بنقل البضائع المادية، ولكنك تقوم بإغلاق عقدك عن طريق اتخاذ موقف معاكس من خلال سوق التداول الفوري، لذلك في هذا المثال, عندما يصل العقد الآجل إلى تاريخ انتهاء صلاحيته، يمكنك إغلاق المركز عن طريق إدخال عقد آخر لبيع 10000 برميل من النفط بسعر السوق الحالي.

إذا انتهى السعر الفوري أعلى من سعر العقد الخاص بك البالغ 85 دولارًا للبرميل، ستحقق ربحًا, وإذا كان أقل فستخسر المال، من ناحية أخرى، إذا دخلت في عقد مستقبلي لبيع النفط، فستكسب المال عندما ينخفض ​​السعر الفوري، وستخسر عندما يرتفع السعر الفوري, في أي وقت يمكنك إغلاق مركزك قبل تاريخ انتهاء صلاحية العقد.

للاستثمار في تداول العقود الآجلة، تحتاج إلى إنشاء حساب مع وسيط مالي متخصص يقدم هذه الأنواع من الصفقات.

يستخدم المصنعون ومقدمو الخدمات العقود الآجلة كجزء من عملية وضع الميزانية الخاصة بهم لتقليل النفقات والحد من المخاطر, حيث يمكن للمصنعين ومقدمي الخدمات الذين يعتمدون على السلع في عملية الإنتاج أن يتخذوا موقعًا في أسواق السلع كطريقة لتقليل مخاطر تعرضهم للخسارة المالية بسبب تقلبات السعر.

فمثلاً, قطاع الخطوط الجوية يعد مثالاً على صناعة كبيرة يجب أن تؤمن كميات هائلة من الوقود بأسعار ثابتة, وبسبب هذه الحاجة، تتحوط شركات الطيران من خلال العقود الآجلة, وتسمح العقود المستقبلية لشركات الطيران بشراء الوقود بأسعار ثابتة لفترة زمنية محددة, بهذه الطريقة، يمكنهم تجنب أي تقلبات في سوق النفط الخام والبنزين.

مشتريات السلع المادية

عندما تتداول العقود الآجلة، فأنت لا تشتري أو تبيع السلعة المادية نفسها, لا يستلم تجار العقود الآجلة ملايين البراميل من النفط أو الحبوب، فالعقود الآجلة تدور حول المراهنة على تغيرات الأسعار فقط، ومع ذلك، بالنسبة للمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، يمكن للمستثمرين الأفراد امتلاك السلع المادية بأنفسهم، مثل سبائك الذهب أو العملات المعدنية أو المجوهرات.

هذه الإستراتيجية عملية فقط للسلع ذات القيمة العالية مثل الذهب أو الفضة أو البلاتين حيث يتم بيعها بسوق التجزئة بصورة فورية.

أسهم السلع

يقصد به شراء أسهم شركة مساهمة في سلعة ما, بالنسبة للنفط، يمكن شراء أسهم شركة تكرير أو تنقيب النفط؛ بالنسبة للحبوب يمكن الشراء في شركة زراعية كبيرة أو شركة تبيع البذور, تتبع هذه الأنواع من استثمارات الأسهم سعر السلعة الأساسية, إذا ارتفعت أسعار النفط تتحقق الأرباح للشركة بالتالي يرتفع سعر السهم.

الاستثمار في أسهم السلع ذو مخاطر أقل من الاستثمار المباشر في السلع, كون المتداول لا يراهن فقط على سعر السلعة, هناك عوامل أخرى أيضًاً مثل إدارة الشركة وإجمالي حصتها في السوق, وإذا كنت تبحث عن استثمار يتبع سعر سلعة ما بشكل مثالي، فإن شراء الأسهم لا يتطابق تماماً مع ذلك.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

صناديق الاستثمار المتداولة

يوجد صناديق مشتركة وصناديق يتم تداولها في البورصة (ETFs) وأوراق مالية يتم تداولها في البورصة (ETNs) تستند على السلع, تجمع هذه الصناديق الأموال من العديد من صغار المستثمرين لبناء محفظة كبيرة, تحاول تتبع سعر سلعة أو سلة من السلع – على سبيل المثال، صندوق مشترك للطاقة يعتمد على سلع طاقة متعددة, قد يشتري الصندوق عقودًا مستقبلية لتتبع السعر، أو قد يستثمر في أسهم شركات مختلفة.

يقول خبراء التداول بأن صناديق الاستثمار أضفت الطابع الديمقراطي على تداول السلع, كونها سمحت لجميع المستثمرين بالتداول, كونها منخفضة التكلفة ويمكن الوصول إليها بسهولة بالإضافة إلى كونها ذات سيولة عالية.

 

صناديق السلع والعقود الآجلة المُدارة

عبارة عن صناديق خاصة يمكنها الاستثمار في السلع, وهي مثل الصناديق المشتركة باستثناء أن العديد منها غير مطروح للتداول العام، لذلك تحتاج إلى الحصول على الموافقة للشراء في الصندوق, يمكن لهذه الصناديق استخدام استراتيجيات تداول أكثر تعقيدًا من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة، لذا فهي تتمتع بإمكانية تحقيق عوائد أعلى؛ في المقابل قد تكون تكاليف الإدارة أعلى أيضًا.

هل يُنصح بتداول السلع؟

يعد التداول في السلع, الاستراتيجية الأفضل للمستثمرين المحترفين وقبل إجراء أي صفقات عليك أن تفهم بعناية تحركات أسعار السلع  نظرًا لأن تحركات أسعار السوق يمكن أن تؤدي إلى مكاسب وخسائر كبيرة، وأنت بحاجة أيضًا إلى تحمل مخاطر عالية، بمعنى أنه يمكنك تحمل الخسائر على المدى القصير من أجل تحقيق مكاسب طويلة الأجل, لذلك اجعلها جزءاً من محفظتك الاستثمارية.

من المعروف أن السلع هي اصول استثمارية محفوفة بالمخاطر بسبب صعوبة توقع أسعارها, كونها تتأثر بأحوال الطقس  والأوبئة والكوارث الطبيعية والغير طبيعية.

 

المزيد من مقالات الاقتصاد والفوركس عبر مدونة IMMFX

 

 

التعليقات مغلقة.