كيف يتم ربط العملة بالذهب وعلاقة ذلك بالدولار؟

يعتبر ربط العملة بالذهب إحدى أشكال النظام المالي الدولي، الذي استخدم به الذهب كقاعدة أساسية لتحديد قيمة صرف العملة الورقية، إذ تشكل عملية الربط تقييم وتحديد لسعر صرف عملة الدول، وتقوم الحكومات التي تبنت هذه القاعدة بتحويل الأموال إلى ذهب.

ومن ثم تقوم الدول بتثبيت سعر صرف البيع والشراء للذهب، الأمر الذي يتيح تقليل احتمالية خسارة قيمة العملة الورقية.

 

ربط العملة بالذهب

قبل التطرق لتفاصيل هذا النظام المالي الدولي، لا بد لنا من الإشارة لجذور الدول الأوائل التي تبنت هذه القاعدة.
وكانت المملكة المتحدة أول بلد أوروبي في العالم يتبنى قاعدة ربط العملة بالذهب في حلول عام 1821م، وفي العام 1870 لحقت بها بعض الدول مثل فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا.

ومع بداية عام 1900 أصبحت جميع دول تأخذ بقاعدة الذهب باستثناء الصين والمكسيك اللتين فضلا قاعدة الفضة.

وبعد زيادة نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في العالم عام 1934م، قررت منع تداول القطع الذهبية إلا لأغراض التسويق والصناعة والتبادلات التجارية، ولكن سرعان ما فشل هذا النظام وأصبح ربط العملة بالذهب أمر متاح أمام جميع العملات الورقية.

 

علاقة الدولار الأمريكي بالذهب

سيطرت الولايات المتحدة على العالم بعد الحرب العالمية الثانية وتفكك الاتحاد السوفيتي تعتبر الركيزة الأساسية التي حددت علاقة ربط الدولار الأمريكي بالذهب.

حيث إن المنظومة المالية العالمية التي رسمتها أمريكا بعد نهاية الحرب الباردة كانت تخدم مصالحها الاستراتيجية فقط.

في حين إن ربط عملة الدولار الأمريكي بالذهب تغيرت بعد النهضة العسكرية والاقتصادية الصينية في العالم، حيث أصبحت عملة اليوان الصينية هي العملة الأكبر منافسة للدولار أمام ربطه بالذهب.

وهذا يفسر حالة الغضب الأمريكي من الصين، إذ أنه السبب الرئيسي لفرض العقوبات الاقتصادية على بكين في السنوات العشرة الأخيرة.

ويمكن القول إن المشاكل الاقتصادية والسياسية التي مر بها العالم خلال العشرة أعوام السابقة، كانت سبباً في تغيير مسار النظام المالي الدولي، حيث شهدت أوائل السبعينات من القرن الماضي انتهاء عملية ربط عملة الدولار الأمريكي بالذهب كمخزون احتياطي، أي بعد 30 عاماً من إنشائه.

ومنذ ذلك اليوم لم تعد قيمة العملة الورقية في جميع أنحاء العالم مرتبطة بالمعيار الذهبي بشكلٍ ثابت.

بل باتت تتقلب قيمة تلك العملات اعتماداً على عمليات العرض والطلب في الأسواق المالية.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

عودة ربط العملة بالذهب!

في وقتنا الحاضر تزايدت الأصوات التي تطالب بعودة ربط العملة بالذهب، وخاصة بعد تغير معالم النظام المالي العالمي.

حيث إن الدول التي تطالب بعودة القاعدة الذهبية يعتقدون أنها الحل الأمثل للأزمات المالية والاقتصادية التي يعانيها العالم، وخاصة في خضم حالة التضخم المالي في أسعار عملات بعض الدول.

وعلى الرغم من أن الذهب يعتبر العملات القديمة المستخدمة إلا أن جميع الدول لا زالوا يتعاملون مع الذهب كأصول مالية بديلة.

فهل أنت مع عودة ربط أسعار صرف عملات دول العالم بالذهب!

 

علاقة العملة بالذهب!

تعتبر علاقة المال بالمعادن الذهبي علاقة اقتصادية بحتة خاصةً أن كل منهما يؤثر بالآخر، وتاريخياً وعقب اكتشاف البشرية وظهور معالم الحضارة والتجارة كانت تجري عملية (التداول) بين البشر مع اختلاف المصطلحات المستخدمة آنذاك.

ومع التطور في المهن والأعمال وزيادة اكتشاف المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، وظهور العملات الورقية بدأ الدول بربط علاقة عملة بلادها بالمعادن.

وأخيراً وصل العالم إلى نظام اقتصادي ائتماني، حيث أصبحت علاقة عملة أي دولة في العالم بالذهب تعتمد على متغيرات متنوعة، ولم تعد مرتبطة بسعر ثابت معين.

من ناحية أخرى ساعدت التغيرات الجيوسياسية في العالم على كسب علاقة العملة بالذهب وأعطته مرونة أكثر مما كانت عليه في السابق.

 

للتعرف أكثر حول موضوع ربط العملة يمكنك زيارة المقال التالي

ماذا تعني عملية ربط العملة ولماذا وكيف تتم؟

 

 

التعليقات مغلقة.