أهم ما يجب معرفته عن منظمة أوبك المصدرة للنفط

منظمة البلدان المصدرة للبترول ‏(Organization of the Petroleum Exporting Countries)‏ اختصاراً منظمة أوبك (OPEC)‏،‏ هي منظمة عالمية مؤلفة من ١١ دولة مصدرة للنفط في جميع أنحاء العالم، وتم تأسيس هذه المنظمة عام ١٩٦٠ لتنسيق السياسات البترولية التي تعمل بها الدول الأعضاء وتزويدها بالمساعدات التقنية والاقتصادية اللازمة، وأيضا زيادة حجم العائدات من بيع النفط وضبط أسعاره في الأسواق العالمية، والذي بدوره يهدف إلى تجنب التقلبات التي من الممكن أن تؤثر على الأوضاع الاقتصادية للدول المصدرة والدول المستوردة للنفط.

نشأة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)

ظهرت أول بادرة لتأسيس منظمة أوبك في القاهرة في شهر نيسان عام ١٩٥٩، بعد انعقاد المؤتمر البترولي الأول والذي قامت بتنظيمه اللجنة البترولية التابعة لجامعة الدول العربية.

لكن التأسيس الرسمي لمنظمة الأوبك كمنظمة دولية حكومية بدأ في بغداد في شهر سبتمبر عام ١٩٦٠بواسطة الدول الخمسة المنتجة للبترول (المملكة العربية السعودية، العراق، إيران، الكويت وفنزويلا)، وبذلك أصبحت أوبك أهم منظمة تم إنشاؤها من قبل الدول النامية لراعية مصالحها، وكان السبب الرئيسي لتلك المبادرة هو مواجهة شركات البترول الكبرى، والسيطرة على أسعار البترول وترتيبات الإنتاج.

وتعتبر الدول الخمس التي وقعت اتفاقية إنشاء منظمة أوبك هي الدول المؤسسة, تضم منظمة أوبك حالياً أحد عشر، منهم خمس دول في أفريقيا، و٥ دول في الشرق الأوسط (غرب آسيا) ودولة واحدة في أمريكيا الجنوبية، حيث تضم الدول التالية: ليبيا، الإمارات العربية المتحدة، الغابون، نيجيريا، الجزائر وأنغولا بالإضافة إلى الدول الخمس المؤسسة, وتم نقل مقرها من سويسرا إلى العاصمة النمساوية فيينا عام ١٩٦٥.

وفقا للنظام الدولي بموجب المادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة تم تصنيف أوبك على أنها منظمة حكومية وليست مؤسسة تجارية ولا تدخل في عمليات تجارية ومالية, ويعد الأمين العام للمنظمة هو المسؤول بالشكل القانوني عن أعمالها.

بدأت منظمة أوبك الظهور بقوة في أكتوبر عام ١٩٧٣ عندما اتفقت إيران والسعودية وأتباعهما على استخدام النفط كسلاح بين الدول العربية وإسرائيل، حيث تمثل استخدام سلاح النفط في تخفيض إنتاج وتصدير النفط وقطع إمداداته عن الدول التي وقفت مع إسرائيل مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي يناير عام 1976 اجتمع وزراء مالية منظمة الأوبك في باريس وعلى إثر هذا الاجتماع تم إنشاء صندوق أوبك للتنمية الدولية والذي قدم مساعدات لأكثر من مئة دولة منذ ذلك العام.

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك):

وفقا للقوانين المعمول بها، فإن عضوية منظمة أوبك متاحة لأي دولة مصدرة للنفط تتوافق مع الأسس التي تعمل بها المنظمة، فبعد تأسيس أوبك من قبل الدول الخمسة المصدرة للنفط انضم لأوبك ٩ دولة أخرى وهم قطر، الإمارات العربية المتحدة، ليبيا، إندونيسيا، نيجيريا، الجزائر، أنغولا، الغابون والإكوادور.

وقد انسحبت اندونيسيا من أوبك عام ٢٠08، وقطر عام ٢٠١٩ وأيضا أعلنت الإكوادور انسحابها عام2020وبذلك تتألف منظمة أوبك من 11 دولة, بالإضافىة إلى ذلك، يوجد دول كبرى مصدرة للنفط لم تنضم لهذه المنظمة حيث تتبع قوانين خاصة بها مثل الصين، والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وتوفر دول منظمة أوبك حاليا 40% من النفط العالمي، ولديها احتياطات تمثل 80% من نفط العالم.

 

أهداف منظمة (أوبك)

يتمثل الهدف الأساسي لمنظمة أوبك في توحيد السياسات البترولية للدول الأعضاء وضمان استقرار أسعار البترول في الأسواق العالمية، وفي محاولة لضمان التزويد الاقتصادي المنتظم والفعال للبترول في الدول المستهلكة، وتأمين دخل ثابت للدول المصدرة للبترول، ولضمان وجود عوائد ثابتة للمستثمرين في قطاع البترول، بالإضافة إلى العديد من الأهداف ومنها:

  • التنسيق بين الدول الأعضاء لتطبيق السياسات البترولية والحفاظ على مصالحها الفردية والمجتمعية.
  • مواجهة جميع تقلبات أسعار البترول وضمان استقرار أسعاره في الأسواق العالمية.
  • تأمين حصول الدول المنتجة للنفط على دخل منتظم، ومراعاة إمداد الدول المستهلكة، وضمان عوائد منصفة للمستثمرين في قطاع البترول.
  • المساواة في السيادة بين الدول الأعضاء على شرط أن يستوفوا الالتزامات والأسس المعمول عليها في منظمة أوبك.

تأثير قرارات أوبك على أسعار النفط

من أهم الأدوار التي قامت بها منظمة أوبك في أسواق النفط العالمية، هو العمل في إطار سعري مناسب يحقق الموازنة بين العرض والطلب، وحتى في حالة غياب أوبك فيتطلب وجود تنظيم يعمل على استقرار أسعار النفط لتلبية الطلب عليه.

في العام ٢٠٠٠ وضعت منظمة أوبك آلية لضبط الأسعار، حيث ارتفعت أسعار النفط في الأعوام التي تلتها حتى اقتربت من حاجز ١٠٠ دولار عام ٢٠١٠، حيث قامت أوبك مع مطلع عام ٢٠٠٠ بإقرار أربع زيادات في إمدادات النفط والتي كان لها دور فعال في تخفيض المضاربات التي سيطرت على أسواق النفط، وهذا الوضع شجع الشركات المنتجة للبترول التخلص من المخزون لديها حتى تتفادى الخسائر الناتجة من هبوط الأسعار في المستقبل.

فيما يخص ما حدث عام ٢٠٠١، واجهت الدول الأعضاء في منظمة أوبك عدة تحديات أهمها: انخفاض الطلب على النفط بسبب حالة الركود التي عمت الاقتصاد العالمي، وانخفاض أسعار النفط مقارنة بسعره سنة ٢٠٠٠، ولضمان استقرار السوق النفطية قامت منظمة أوبك بتقليل حصص إنتاج الدول المنتجة للبترول بنسبة ٥.٦% أي ١.٥ مليون برميل يومياً لتصل مستويات الإنتاج إلى ٢٥.٢ مليون برميل يومياً، وفي إطار متابعة منظمة أوبك لوضع السوق النفط العالمية بخفض إنتاج مليون برميل يومياً أي بنسبة ٤.١٣% في نهاية العام ليستقر الإنتاج عند ٢٣.٢ برميل يومياً.

بينما ارتفعت إمدادات بلدان منظمة أوبك من وسائل الغاز والنفط خلال العامين ٢٠٠٤ و ٢٠٠٥ بمقدار ٣٤.١ مليون برميل يومياً، لكنها عادت وعملت على تقليص امداداتها من النفط خلال عامي ٢٠٠٦و٢٠٠٧ ووصلت إلى ٣٥.٣ مليون برميل يومياً بسبب عدم الاستقرار في السوق النفطية، واستمرت المنظمة في تخفيض الإمدادات خلال عام ٢٠٠٨ من ٣١.٢ مليون برميل يومياً إلى ٣٠.٢ برميل يومياً، ويعود ذلك لسريان قرار خفض الحصص الانتاجية لبلدان أوبك المقرر عام ٢٠٠٨، ليصل إجمالي التخفيضات المقررة إلى ٤.٢ برميل يوميا خلال ٢٠٠٩، ويعد هذا أكبر خفض للحصص الإنتاجية خلال عام واحد، وهذه الإجراءات التي قامت بها منظمة أوبك كفيلة بإحداث وفرة المعروض في سوق النفط العالمي.

في عام ٢٠٠١ ارتفعت إمدادات النفط وسوائل الغاز من البلدان الأعضاء في منظمة أوبك بحدود ٣٥ مليون برميل يوميا، والتي نتج عنها زيادة حصة المنظمة في سوق النفط العالمية إلى ٤٠% خلال ذات العام، وذلك يعود إلى انعكاس الانتعاش الاقتصادي على الطلب العالمي على النفط.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

الفرق بين منظمة أوبك ومنظمة أوابك المصدرة للبترول

يخلط الكثير بين منظمتي أوبك وأوابك وخصوصا عند نقل الأخبار والبيانات عنهما، خاصةً وأنهما يحملان مضموناً متشابهاً حول مجال النفط، لذلك يجب توضيح العلاقة بينهما.

على الرغم من أنهما اسمان لمنظمتين مستقلتين، ولكل واحدة منهما دورها، إلا أنه يوجد علاقة بينهم، وتتمثل هذه العلاقة في وجود سبعة أعضاء من الدول المشاركة في منظمة أوبك أعضاء في منظمة أوابك أيضاً، وأيضا بناءً على نص المادة الثالثة من اتفاقية إنشاء منظمة أوابك، بألا تتعارض أهداف المنظمة مع أهداف أوبك خاصة فيما يتعلق بالتزامات وحقوق أعضاء أوبك.

وتعتبر منظمة أوبك هي المنظمة العالمية التي تضم كافة الدول المصدرة للنفط على مستوى العالم، بينما منظمة أوابك تقتصر على الدول العربية المصدرة للنفط فقط، وطبقاً لاتفاقية منظمة أوابك فإن أي عضو ينضم إليها وجب عليه الالتزام بمستويات مراعاة الأسعار التي تهدف إليها قرارات منظمة أوبك، ليساعد على استقرار الأسواق العالمية والحفاظ على مستويات أسعار النفط.

الفرق بين منظمة أوبك ومنظمة أوابك

منظمة أوبك

  • تضم دول العالم المصدرة للنفط.
  • تأسست عام ١٩٦٠، وتشرف على السياسات النفطية للأعضاء، مثل حصص كل دولة من انتاج النفط، والدفاع عن مصالح الدول المنتجة للنفط.
  • تضم ١١ دولة منتجة للنفط من بينهم دول عربية ودول أجنبية.
  • تهدف إلى توحيد السياسات النفطية لدولها الأعضاء، وتحديد أفضل الطرق لحماية مصالحها الفردية والاجتماعية، والسعي إلى ضمان استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وضمان حصول الدول الأعضاء في المنظمة على دخل ثابت من صادراتها ليساعدها في تحقيق خطط التنمية التي تضعها كل دولة لنفسها.
  • المقر الرئيسي يقع في فينا عاصمة النمسا.
  • الدول الأعضاء هي: الإمارات العربية المتحدة، أنجولا، الجزائر، العراق، ليبيا، إيران، السعودية، فنزويلا، الكويت، الغابون ونيجيريا.

منظمة أوابك

  • تضم الأقطار العربية المصدرة للنفط.
  • تأسست عام ١٩٦٨ في أعقاب حرب ١٩٦٧.
  • تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأقطار العربية المصدر للنفط في النشاط الاقتصادي وصناعة البترول.
  • تقوم بأداء مهامها من خلال أجهزتها التالية وهم: المكتب التنفيذي، المجلس الوزاري، الأمانة العامة والهيئة القضائية.
  • تضم الدول الأعضاء وتنقسم إلى دول مؤسسة وهم: السعودية، الكويت، ليبيا، ودول من منظمة وهم: البحرين الإمارات، قطر، الجزائر، العراق، سوريا، مصر، البحرين   .
  • أهم المشاريع المنفذة من قبل المنظمة (الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن) وتقوم على جميع عمليات الصيانة والبناء للسفن ووسائل النقل البحري المتعلقة بنقل المادة الهيدروكربونية وغيرها، بالإضافة إلى (الشركة العربية البحرية) لنقل البترول، والتي تهدف إلى القيام بجميع عمليات النقل البحري للمواد الهيدروكربونية، و(الشركة العربية للاستثمارات البترولية) والتي تعمل على الإسهام في تمويل المشاريع والصناعات البترولية وأوجه النشاط المختلفة مع إعطاء الأولوية للمشاريع العربية المشتركة.

 

[better-ads type=”banner” banner=”4948″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

إحلال منظمة أوابك محل منظمة الأوبك

يرى الخبراء أن المنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج بأنها ستتمسك بمفاتيح المستقبل بالنسبة لاحتياجات العالم من البترول، ولا تحتاج بعد ذلك إلا لتنسيق سياساتها، لكي تحقق الثروات التي تؤمن مستقبل شعوبها وتحمي مصالحها, لا شك أنها إن فعلت ذلك، فإنها لن تتجاوز ما تقوم به فعلاً الدول المنتجة والمصدرة للطاقة من تنسيق لسياستها في مجال الطاقة.

 

المزيد من المقالات الاقتصادية عبر مدونة IMMFX

 

 

التعليقات مغلقة.