الدرس (16): شركات الوساطة في سوق الفوركس وأنواعها

يعتبر الكثير من المراقبين بأن سوق الفوركس خلق بواسطة التكنولوجيا وانتشر عالمياً بواسطة شركات الوساطة العاملة في المجال.

فمنذ نشأة سوق الفوركس وحتى عهد قريب كان يمكن لكبار المتداولين والبنوك المركزية وصناديق الاستثمار واصحاب رؤوس الاموال الضخمة فقط التداول في سوق الفوركس، ولكن في تسعينيات القرن الماضي ومع انتشار شبكة الانترنت أصبح من السهل الحصول على أسعار الادوات المالية لحظياً مما هيء الفرصة لظهور شركات الوساطة في سوق الفوركس والتي تقدم خدماتها لصغار المتداولين من الافراد والمؤسسات حول العالم.

وأصبح بإمكان اي متداول وبمبلغ صغير التداول من خلال منصة التداول الخاصة بشركة الوساطة، وكل ما يحتاجه فقط للدخول للسوق،، مبلغ من المال وجهاز حاسب آلي أو هاتف ذكي واتصال بالانترنت ورغبة بالتداول.

 

ما هي شركات الوساطة في سوق الفوركس؟

شركات الوساطة في سوق الفوركس هي مؤسسة مالية تقدم خدمة الوسيط بين المتداول من جهة ومزود السيولة من جهة أخرى.
بمعنى ابسط هي شركة وسيطة تقوم بالبيع والشراء للمتداول بناءً على اوامره في منصة التداول الخاصة بالشركة.
وتتقاضي شركة الوساطة عدة انواع من العمولة نظير تقديم هذه الخدمة التي لم تكن لتكون متاحة بدون وجودها.

 

https://immfx.com/?lang=ar

 

أنواع شركات الوساطة

تنقسم شركات الوساطة في سوق الفوركس إلى عدة أنواع، ومن المهم جداً ان تعرف جميع الانواع وان تعي جيداً عند اختيار شركة الوساطة المناسبة لك أن تعرف ما هو نوع هذه الشركة، فمن المحتمل ان لا تتوافق مع استراتيجية تداولك، ومن المحتمل ان تؤثر على تسعير بعض الصكوك المالية التي تتداول عليها أكثر من غيرها من الازواج.

وهذا لا يعني بالضرورة أن احد الانواع هو الافضل والباقي غير جيد، بل لكل نوع مميزاته الخاصة به التي تميزه عن غيره.

وتنقسم انواع شركات الوساطة في سوق الفوركس من حيث تنفيذ الصفقات إلى نوعين رئيسيين:-

 

النوع الأول : الوكيل المتعامل بمكتب (Dealing Desk) ويرمز لها الشركة DD

وتعرف أيضاً باسم صناع السوق (Market Maker) وفي هذا النوع تقوم الشركات بتمرير الصفقات التي يدخلها عملاء الشركة أو عدم تمريرها وفقاً لعدة عوامل.

فعندما يقوم العميل بدخول صفقة من نوع شراء مثلاً تتم الصفقة بينه وبين منصة التداول الخاصة بالشركة اما امكانية تمريرها لمزود السيولة في مجرد احتمال، فحسب المنطق عندما يربح العميل فالشركة تخسر، وفي حالة خسارة العميل فالشركة تربح، ولكن هذه الفكرة صحيحة ولكن ليس بشكل كامل، فالشركات من نوع DD تحقق ربحاً في جميع الاحوال، وإليكم المثال التالي لكي تكون الفكرة واضحة حول كيفية عمل هذا النوع من الشركات.

آلية عمل الشركات المتعاملة بمكتب

الشركات من نوع Market maker تكون مرتبطة مع عدة مزودي سيولة لنفس الصك المالي بنفس الوقت وتستخدم بروتوكول آلي خاص موصول بمكتب العمليات Dealing desk الخاص بها، وظيفة هذا البروتوكول الاتصال بمزودي السيولة والحصول على الاسعار الخاصة بالصك المالي نفسه، ويقوم هذا البروتوكول باضافة السبريد المناسب لهذه الاداة المالية حسب اعدادات مبرمجة مسبقاً.

وفي حالة دخول أحد عملاء الشركة بصفقة مثلاً على زوج الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الامريكي GBPUSD بحجم واحد لوت على سعري الطلب والعرض 1.2500-1.2505 أي ان السبريد هو خمسة نقاط.

في هذا الوقت يكون لدى الشركة عدة اسعار من مزودي السيولة المختلفين، على سبيل المثال:

 

مزود السيولة الاول 1.2499-1.2501 (السبريد نقطتين)

مزود السيولة الثاني 1.2498-1.2499 (السبريد نقطة واحدة)

مزود السيولة الثالث 1.2497-1.2498 (السبريد نقطة واحدة)

عند تفعيل صفقة العميل على السعر المذكور سابقاً، تقوم غرفة العمليات الخاصة بالشركة (Dealing desk) ومن خلال البروتوكول المخصص بدخول صفقة على أفضل سعر من مزود السيولة (مزود السيولة الثالث مثلا) فيما يسمى بصفقة التغطية وتسمى هذه العملية (Offesetting Risk) أي موزانة الخطر، والغرض من هذه العملية هو التغطية في حالة كانت صفقة العميل رابحة لكي لا تضطر أن تدفع قيمة ربح العميل من رصيدها.

 

نحن الآن أمام حالتين

الحالة الاولى:

قام العميل باغلاق صفقة على ربح قيمته 100 نقطة، وبعد طرح قيمة السبريد (خمس نقاط) اصبح ناتج الربح هو 95 نقطة

ولكن ماذا حدث مع الشركة؟

الشركة هي الاخرى قامت باغلاق الصفقة لحظة اغلاق العميل، أي ربح قيمته 100 نقطة بالاضافة إلى نقاط السبريد من صفقة العميل أي المجموع 105 نقاط، وقامت بالدفع للعميل قيمة ربحه الصافي أي 95 نقطة، الربح النهائي للشركة هو 10 نقاط، وبعد خصم اي مصاريف اضافية من عمولة للحساب الشريك او اي عمولات على الصفقة لمزود السيولة يتبقى للشركة ما لا يقل عن 8 نقاط ربح صافية.

 

الحالة الثانية:

قام العميل باغلاق الصفقة على خسارة قيمتها 100 نقطة، وبعد اضافة السبريد (خمس نقاط) اصبح ناتج خسارة العميل 105 نقطة.

أما الشركة فهي ستربح جميع النقاط التي خسرها العميل (105 نقطة) وهذا سيعوض خسارة الشركة لصفقتها المفتوحة لدى مزود السيولة وسيتبقى لها أيضاً ربح اضافي.

من الجدير ذكره، بأن الشركات من نوع Market maker في احيان عدة لا تقوم بتمرير الصفقات بشكل مباشر لمزود السيولة، وهذا الامر متعارف عليه لدى المتمرسين بالمجال ولا يخفي على احد وكذلك لا تخفيه الشركة من هذا النوع.

وكذلك الامر فيما يتعلق بإعادة تسعير بعض الصفقات اثناء العمل في ظل اضطرابات السوق، فلنفترض مثلاً ان العمل قام بدخول صفقة على سعر معين وعند تنفيذ بروتوكول الشركة للصفقة تم تنفيذها على سعر أسوأ نظراً لتحرك السوق بسرعة بالتزامن مع اصدار خبر اقتصادي قوي، في هذه الحالة الشركة تقوم بإعادة تسعير الصفقة إلى السعر الذي تم تنفيذ صفقة التغطية عليه.

 

 

النوع الثاني: الوكيل الغير متعامل بمكتب (No Dealing Desk) ويرمز لها الشركة NDD

في هذا النوع تقوم الشركات بالتمرير المباشر لصفقتك لمزودي السيولة من البنوك المركزية وبدون أي تدخل منها وتحقق ارباحها عن طريق الاستفادة من فرق السعر والشراء او العمولات الاضافية إن وجدت، وبالتالي من مصلحتها ان يحصل العميل بشكل دائم على ارباح ولذلك توفر خدمات مجانية للتحليلات اليومية والتوصيات، فاستمرار العميل بتحقيق الارباح يعني استمرار العميل بدخول صفقات وبالتالي مزيد من الارباح للشركة عن طريق سبريد صفقة العميل، ولا يوجد أي اعادة تسعير للصفقات في هذه الحالة فالسعر الذي يدخل المتداول به صفقته هو السعر الحقيقي وتتسم منصات التداول في هذه الشركات بتوفير سبريد ثابت او شبه ثابت ومتغير في اضيق الحدود على مختلف الصكوك المالية، وينقسم هذا النوع من الشركات الى نوعين رئيسيين :-

 

1- شركات التنفيذ المباشر Straight Through Processing ويرمز لها اختصاراً (STP)

هذا النوع من الشركات تأخذ الطلب الخاص بالعميل وتمرره مباشره إلى مزودي السيولة في السوق بدون أي تدخل من غرفة العمليات او مراقبة، وتحقق هذه الشركات أرباحها من خلال الاستفادة من فرقي البيع والشراء (السبريد).

 

 

2- شركات شبكة الاتصالات الالكترونية Electronic Communications Network ويرمز لها اختصاراً (ECN)

هذا النوع من الشركات تقوم بربط المتداول حرفياً بشبكات التداول الرئيسية وبمزودي السيولة في سوق الفوركس وبدون الحاجة لتمرير الصفقات فإتصال المتداول مباشر مع مزودي السيولة.

وتوفر خيارات كثيرة عند الدخول بصفقة على اي صك مالي مثلا السعر المتوفر من البنك المركزي الفلاني كذا، والبنك المركزي الآخر كذا وانت مخير أي صفقة تأخذ، مما يجعل المتداول يحصل على أفضل سعر في السوق، هذا النوع من الشركات توفر أقل وأفضل فرق بيع وشراء (سبريد) على الإطلاق.

ولسوء حظ الكثيرين فإن هذه الخدمة المميزة جداً لا يتم توفيرها إلا بشروط قد تكون صعبة على البعض مثلا من حيث الحد الأدنى للايداع المطلوب لفتح الحساب الذي قد يكون مرتفع نسبياً، كما ان هذا النوع من الحسابات يفرض عمولة تبييت على الصفقات والتي هي محل جدل كبير من وجهة نظر الشريعة الاسلامية.

 

العمل في سوق الفوركس يتطلب العديد من المهارات، فالمهارات المطلوبة ليست فقط المعرفة بالتحليل الفني او الاساسي فقط، بل يجب ان يمتلك العميل خبرة أكبر في آلية عمل السوق وشروط التداول به، ولا يوجد نوع من شركات الوساطة أفضل من الآخر ولكن عملية اختيار الشركة يجب ان تتم وافقاً لاستراتيجية التداول الخاصة بك، فمن الممكن ان تقدم الشركة وبنفس الوقت آلية لتنفيذ الصفقات على حساب، وآلية اخرى على حساب من نوع آخر.

وحرصاً من IMMFX على مراعاة كافة احتياجات عملاؤها قامت بتصميم حسابات من نوع برو (PRO) و برو بلس (PRO PLUS) مناسبة لاحكام الشريعة الاسلامية بشكل كامل، فلا يوجد عليها أي عمولات اضافية أو عمولات مخفية أو رسوم تبييت وبآلية تنفيذ من نوع STP أي ان الشركة تعتني بشكل كامل باستمرارية نجاح عملاؤها لضمان استمرارية عملهم، فاستمرارية عملهم هي ربح بحد ذاته للشركة.

 

 

التعليقات مغلقة.