قفز أرباح التكرير لدى أرامكو بفعل تعافي السوق

شهدت أعمال التكرير في أرامكو السعودية، التي تمثل مجال استثمار رئيسي لأكبر مُصدّر للنفط في العالم، نمو أرباحها بأكثر من الضعف مستفيدةً من النقص العالمي في طاقة التكرير، حيث سجلت الوحدة التي تنتج وقود النقل مثل البنزين والديزل، لتصل 10.2 مليار دولار كأرباح للربع الأول من العام، قبل احتساب الفوائد والضرائب، ارتفاعاً من 4.4 مليار دولار قبل عام، وفق البيانات المالية الصادرة اليوم الإثنين.

بالرغم من أن وحدة التكرير مازالت ضئيلة مقارنةً بنشاط إنتاج النفط لدى “أرامكو”، والذي بلغت أرباحه 70 مليار دولار قبل الضرائب خلال الربع الأول؛ لكنَّ النتائج الأخيرة تشكل تحوّلاً كبيراً لهذه الوحدة التي كانت خاسرة طوال عام 2020, وساعدت هذه المكاسب “أرامكو” على تحقيق زيادة بنسبة 82% في أرباح الربع.

أما عن تداعيات الأباح المضاعفة، فقد جاءت مع تعافي الاقتصادات من الإغلاق الناجم عن فيروس كورونا؛ إذ ارتفعت حركة السفر وكذلك هوامش التكرير، وتضاعفت أرباح تحويل النفط الخام إلى وقود ثلاث مرات تقريباً حتى الآن هذا العام.

في غضون ذلك، أدت العقوبات والقيود المالية المفروضة على روسيا على وقع حربها على أوكرانيا إلى اختناق الإمدادات من الشرق إلى أوروبا، وكان التأثير أكثر حدة على صادرات المنتجات النفطية، إلى ذلك تقوم الصين أيضاً بشحن كميات أقل من الوقود إلى الخارج في ظل تركيزها على الإمداد المحلي.

تراهن “أرامكو” بقوة على التوسع في التكرير وإنتاج سلع مثل الطلاء والبلاستيك، وأنفقت 69 مليار دولار على شراء حصة 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” لصناعة الكيماويات في 2020 لتسريع التحرك نحو أنشطة المصب.

بالإشارة هنا، إلى أن منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق القليلة التي تضيف طاقة التكرير، وتعمل “أرامكو” على زيادة طاقتها في منشأة جازان البالغة 400 ألف برميل يومياً، الأمر الذي سيسمح لها بشحن الديزل إلى أوروبا من محطة البحر الأحمر، كما ستضيف الكويت والبحرين حوالي مليون برميل من طاقة التكرير اليومية خلال العام المقبل بينهما.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

أرباح شركة أرامكو

يذكر أن شركة أرامكو السعودية حققت في الربع الأول من العام الحالي، أعلى أرباح فصلية منذ إدراجها في سوق الأسهم نهاية عام 2019، متجاوزة تقديرات المحللين، مستفيدة في ذلك من المكاسب الكبيرة التي حققتها أسعار النفط خلال 2022، خاصة بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي عزز المخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات.

وجاءت أهم نتائج الربع الأول على أساس سنوي لشركة أرامكو، صافي الربح 148 مليار ريال بارتفاع 81.7% (مقارنة مع 141 مليار ريال متوسط توقعات المحللين)، والإيرادات 467 مليار ريال بزيادة 71.6% (مقارنة مع 513.1 مليار ريال متوسط توقعات المحللين).

في غضون ذلك، بلغت التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية 143 مليار ريال مقابل 99.3 مليار ريال, وانخفاض نسبة المديونية إلى 8% من 14.2% في نهاية ديسمبر 2021.

علاوة على ذلك, أرجعت “أرامكو”، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم،  سبب نمو الأرباح إلى ارتفاع أسعار النفط الخام والكميات المباعة وتحسن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وبلغ متوسط الإنتاج الإجمالي لشركة أرامكو من المواد الهيدروكربونية 13 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم خلال الربع الأول من عام 2022.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

العصر الذهبي لتكرير النفط

ترى شركة “إي جي إي” (FGE) للاستشارات في مجال الطاقة أنَّ “العصر الذهبي للتكرير” سيأتي بعد عام 2024 بسبب عدم وجود وحدات رئيسية جديدة جاهزة للعمل، مع نمو الاقتصادات وزيادة الطلب على النقل؛ ستعتمد “أرامكو” ومساهموها على المكاسب المستمرة من التكرير.

التعليقات مغلقة.