ما هو فيروس كورونا الجديد؟ وما هو تأثيره على الاقتصاد العالمي؟

ما هو فيروس كورونا الجديد؟

يعد الفيروس الذى صنفته منظمة الصحة العالمية على انه “وباء”  او “جائحة“، هو أحد افراد عائلة فيروسات كورونا او ما تم تسميته بالفيروسات التاجية، حيث لم تتم مواجهته من قبل، وانتفل هذا الفيروس الى البشر بعدوى من الحيوانات.

كبدايةً لمعرفته وهل من الممكن ان يتسبب بأزمة اقتصادية حقيقية، علينا العودة الى أصول هذا الفيروس ومركباته الأساسية.

 

أصل فيروس كورونا والبيانات الجينومية

منذ تفشى الفيروس الجديد كورونا في مدينة ووهان الصينية وانتشاره في مختلف انحاء العالم وتصنيفه وباءً عالمياً، يحاول العلماء العودة الى اصل “كوفيد19 ” والفيروس الذى اشتق منه.

ووفق تسلسل جينوم فيروس كورونا الجديد، الذى اُجرى من قبل الباحثين، حيث تبين أن جزيء RNA يتكون من حوالي 30000  قاعدة تحتضن نحو 15 جين.

وكشفت التحليلات الجينومية على المقارنة التي طبقت، أن فيروس كورونا الجديد ينتمي إلى مجموعة فيروسات “بيتا كورونا”.

ويكاد يكون قريب جداً من فيروس سارس المتسبب في وباء الالتهاب الحاد وكانت بدايته في شهر نوفمبر من عام 2002 في مقاطعة قوانغدونغ الصينية، وامتدت العدوى الى 29 دولة في عام 2003 مسبباً إصابة نحو 8098 بينما 774 حالة وفاة.

حيث تم اكتشاف مجموعة كبيرة من فيروسات بيتا كورونا خاصةً لدي الخفافيش، إلى جانب انه تم وصف فيروس “راتجي-13″المعزول من الخفافيش في مقاطعة يونان الصينية، على انه مشابه جداً لفيروس كورونا الجديد مع تسلسل للجينوم مطابق له بنسبة 96 بالمئة ومصدره تحديداً من الخفافيش من نوع “خفاش حدوة الفرس الوسطي”.

حيث تم تحديد ان الخفافيش وخاصة من نوع “خفاش حدوة الفرس” هي بمثابة مخزن لفيروسات السارس و “كوفيد19”

في 7 فبراير 2020 توصل العلماء الى فيروس اخر اقرب الى “السارس” ومصدره آكل النمل الحرشفي، مع تطابق جينومي بنسبة 99 بالمئة.

تُظهر هذه المقارنات الجينومية على ان فيروس “كوفيد19” ظهر نتيجة إعادة تركيب بين فيروسين مختلفين، أحدهما في خفاش حدوة الفرس الوسطي والآخر في آكل النمل.

أي ان فيروس كوفيد19  يجمع بين فيروسين موجودين من قبل، لكن تم تطويرهما ليظهر لنا فيروس بالنتيجة التي نراها الان.

 

كيف ينتقل الفيروس؟

يمكن ان ينتقل الفيروس للإنسان بعدة طرق مختلفة، إما عند ملامسة الانسان للحيوانات مباشرة، او ينتقل من إنسان إلى إنسان.

ففي حالة انتقال العدوى من انسان مصاب الى انسان معافى غالبا بسبب المصافحة او العطس او السعال، او لمس أي شيء قد لمسه شخص مصاب ثم انتقل اليه بعد ملامسته للعين او الفم او الانف.

وان موظفو الرعاية الصحية اكثر عرضة للإصابة بخطر الفيروس، بسبب احتمال انتقال الفيروس بالاحتكاك او لمس نفايات المرضى المصابين.

 

اعراض فيروس كورونا ؟

إن الاعراض الأكثر شيوعا لوباء “كوفيد-19” وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هي السعال الجاف والتعب والحمي وبعض الاعراض الأخرى مثل سيلان الانف واوجاع الجسم واحتقان الانف والتهاب الحلق والاسهال وفى بعض الحالات الاحساس بالبرد.

وكما صرحت منظمة الصحة العالمية على ان كبار السن وبعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل مشاكل في القلب وامراض الجهاز التنفسي والسكرى وارتفاع ضغط الدم، هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض الفيروس الخطيرة.

 

حيث في بريطانيا تم الاعتماد على اثنين من الاعراض الأساسية في حالة الشك بالإصابة بالفيروس.

1. ارتفاع كبير في درجة حرارة جسم المصاب بشكل مفاجئ وملحوظ خاصة في منطقتي الصدر والظهر.

2. سعال جديد مستمر، أي بدأ السعال بشكل متكرر ولم يكن موجود سابقاُ.

 

هل يوجد علاج او لقاح محدد لفيروس كورونا؟

بما ان المرض يستهدف الجهاز التنفسي مسبباً التهاب رئوي فيروسي حاد، لذا لا يمكن استخدام المضادات الحيوية كعلاج.

كذلك لا تعمل الادوية المضادة للفيروسات المستخدمة في حالات الانفلونزا العادية مع هذه العدوى، ولم يتم اكتشاف او تطوير لقاح حالياً لعلاج فيروس كورونا، فقط يتم الاعتماد على قوة جهاز المناعة للإنسان للتعافي، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لحين اختفاء الاعراض من تلقاء نفسها.

فيقوم الأطباء بمحاولة التخفيف من الاعراض الناتجة بإعطاء المصابين ادوية لخفض الحمى وتخفيف الالام المصاحبة.

ويجرى حالياً اجراء العديد من الاختبارات على بعض الادوية واللقاحات المحتملة بمشاركة عدد من المتطوعين، من خلال التجارب السريرية.

 

تابع دروس أكاديمية الفوركس المجانية من IMMFX لتعلم التحليل الاساسي والفني في سوق الفوركس 

 

كم يعيش فيروس كورونا خارج الجسم؟

بدأ الباحثون في اجراء دراسات حول المدة الى يستمر فيها الفيروس بالعيش على الأسطح كمحاولة لفهم مدى خطره وكيفية الحد منه.

حيث وجدوا ان فيروس كورونا الجديد يستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة قد تصل الى 9 أيام في درجة حرارة الغرفة، و ثبت أنه يتمتع بالمرونة كسلالات الفيروس السابقة.

ويجدر الإشارة الى ان الفيروس وفق ما قاله مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، روبرت ريدفيلد، “يظل الفيروس نشطا لحوالي ساعتين على النحاس والصلب.

بينما يبقى أطول مدة ممكنة على الاسطح الأخرى مثل البلاستيك والكرتون”. وتتعزز خاصة في البيئة ذات درجات الحرارة المنخفضة والبيئات الرطبة.

ووفق ما صرحت به إدارة الغذاء والدواء على عدم وجود ادلة حتى هذه اللحظة تشير على قدرة الفيروس الجديد الانتقال من البضائع المستوردة.

وأشار الباحثون على ان المطهرات والمعقمات المستخدمة كوقاية، تنجح في جعل الفيروسات بمختلف أنواعها اقل نشاطً من حالتها الطبيعية.

وقدد تتبدد كافة الفيروسات في درجات حرارة مرتفعة الا ان هذا الامر لم يتم تأكيده ما إذا كان فيروس كورونا يتصرف بطريقة مشابهة.

 

كيف يمكن تجنب انتقال عدوى الفيروس؟

كما وضح الخبراء في منظمة الصحة العالمية على ان الشخص المعافى يستطيع التقليل من خطر اصابته بالفيروس من خلال عدة إجراءات، كتجنبه الاحتكاك المباشر من مسافة قريبة مع المرضى المصابين.

كذلك يجد خبراء الصحة ضرورة تجنب لمس الانف والفم والعينين بشكل متكرر، واعتماد غسل اليدين الدائم وبشكل جيد لمدة لا تقل عن 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون.

وفى حالات خاصة يرجى البقاء في المنزل عند احساسك بالمرض كالشعور بالحمى او السعال الشديد والمتكرر وصعوبة في التنفس، او مراجعة مراكز الرعاية الصحية من خلال الاتصال قبل التوجه اليهم.

 

آخر الأرقام في اعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.

(الارقام الواردة لحظة تحرير هذا التقرير)

مازال العالم يحبس أنفاسه بسبب الزيادة السريعة جدا في اعداد ضحايا الفيروس الوبائي القاتل، في جميع انحاء العالم.

ومع بداية انتشار الفيروس تمركزت حالات الإصابة والوفيات في مدينة ووهان الصينية، مركز ولادة الفيروس، حيث كانت تسجل بالآلاف.

لكن مع حركة السفر منها واليها بدأ المرض بالخروج من حيز المقاطعات الصينية الى الدول المجاورة لينتقل من دولة الى أخرى بسرعة خاطفة بحيث فقد العالم القدرة للسيطرة عليه.

ما لبث ان بدأت الاعداد بالتزايد في عدد كبير من الدول منها إيران والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وروسيا وفرنسا واسبانيا الى جانب عدد من الدول العربية.

لكن تصدرت إيطاليا قائمة الدول من حيث عدد الضحايا بسبب الفيروس، ولم يعد باستطاعتها السيطرة عليه واعتبرت منطقة موبوءة.

حيث سجل مساء اليوم الجمعة الثالث من شهر أبريل تزايد ضخم في اعداد الإصابة والوفيات، في حين وصل إجمالي عدد الإصابات في جميع انحاء العالم حتى اللحظة الى 1.080.376 مصاب.

بينما وصل عدد الوفيات الى 58.110-حالة، وكُتب الشفاء لعدد من الإصابات وصل عددهم الى 227.668 شخص.

ليتخطى بذلك عدد المصابين بسبب الفيروس عتبة المليون حول العالم.

 

https://immfx.com/?lang=ar

 

الفيروس هل هو طبيعي أم مُخلق؟

ان نظريات المؤامرة الكثيرة التي أحاطت بالفيروس والتي خلقت الشك نحو ان كان الفيروس فعلا طبيعي ام مُخلق، مصدرها الأساسي ضابط استخبارات عسكرية إسرائيلي قال ان الفيروس ليس فيروساً طبيعياً.

وانما تم تخليقه في معمل متخصص للحروب البيولوجية، ويبنى قناعاته على ان هناك معمل لتطوير الأسلحة البيولوجية يوجد على مقربة من السوق الذي انتشر فيه الفيروس بمسافة 20 ميل.

وان العلماء الصينيين كانوا يقوموا بتجربة هذا الفيروس من خلال حقنه للحيوانات، وفر أحد هذه الحيوانات من المعمل الى السوق وهكذا انتقل الى الانسان.

هذا ما نقلته صحيفة واشنطن تايمز على لسانه، بالمقابل كذبت الصين هذه الرواية وهاجمت الضابط الإسرائيلي، وحتى هذه اللحظة لا يوجد دليل قاطع ان كان هذا الفيروس وجد بفعل الانسان ام طور طبيعياً.

 

هل يمكن ان يتسبب فيروس كورونا الجديد بأزمة اقتصادية حقيقية؟

فيروس كورونا الجديد فعلاً قد ضرب ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقد ثبت قول الاقتصاديين قديما انه إذا عطس الاقتصاد الأمريكي أصيب العالم بأكمله بالبرد والحمى، والامر حالياً ايضاً ينطبق وبجدارة على الاقتصاد الصيني كونها من أكبر اقتصادات العالم.

بدأت مراكز الأبحاث المختلفة وكبار الاقتصاديين في مختلف انحاء العالم بدراسة هذا السيناريو وتقدير الخسائر المحتملة من تطور الفيروس ومدته وأثاره الناجمة.

كان احد كبار الاقتصادين في العالم وهو والذى سبق وقد اجرى تقدير سابق بحجم الخسائر التي خلفها فيروس سارس الشقيق الأكبر لفيروس كورونا الجديد وكانت تقديراته للخسارة من الناتج الاجمالي ٤٠ مليار دولار عندما كان الناتج المحلي للصين ترليون و ٦٠٠ مليار.

حاليا الناتج المحلى للصين تضخم وتجاوز 14 تريليون دولار، بالمقابل ستتضاعف وتتضخم الخسائر بنحو أربعة اضعاف أي ما يعادل 60 مليار دولار.

بينما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS قدر حجم الخسائر على انها لا تقل عن 380 مليار دولار.

 

ما سبب هذه الخسائر من الأساس وما هي نتيجتها؟

ان هذه الخسائر الاقتصادية العامل الرئيسي فيها هو فرص عمل ومصادر نمو لم يكتب لها ان تتحقق وتم الغاءها، مثل رحلات طيران أُلغيت وسلاسل مطاعم وأماكن تجارية أغلقت أبوابها.

وشركات ومصانع كبرى أوقفت انتاجها وأسواق مالية تراجعت استثماراتها واغلاق الحدود وحركات التبادل والتجارة والصادرات والواردات وتقليل حجم الطلب وتدهور قطاع السياحة، فتبدا بخسائر محلية ثم تتفاقم على مستوى عالمي.

خاصة ان الصين واقتصادات العالم متشابكة وبعد انتشار الفيروس تحقق السابق وتم إيقاف مختلف مناحي الحياة محلياً وعالمياً، مع ذلك الشرق الأوسط ليست ببعيدة عن هذه الخسائر في المدى المتوسط.

 

مما سبق يطرح نقطة رئيسية، كيف يؤثر انهيار اقتصاد الصين الناتج عن الفيروس على الدول المنتجة للنفط؟

كما هو متعارف ان حجم الطب الصيني على البترول أهم عامل مهم في تحديد أسعاره، وان تراجع الطلب من قبل الصين على البترول خاصة انها أكبر مستهلك له.

ووفق الأرقام في 2018 وصل حجم استهلاكها الى 13 ونصف برميل يومياً، بمعنى اقل بحوالي 6 مليون برميل يوميا عن الولايات المتحدة التي كانت تستهلك بنفس العام 20 ونصف البرميل يومياً.

مع ذلك تأثير الصين في تحديد أسعار البترول اقوى من الولايات المتحدة ويعود لسببين أساسيين، أولا ان الولايات المتحدة جزء كبير من البترول الذي تستهلكه تقوم على انتاجه محلياً بالمقابل تستورد الصين البترول بنسبة 70 بالمئة من احتياجاتها وعلى رأسها منطقة الخليج.

ثانيا ان احتياجاتها للبترول يتزايد ويتضخم بشكل مستمر، وعلى مدار السنوات الأخيرة الماضية تجاوز حجم الزيادة الى 5.5، أي اضعاف حجم زيادة الطلب في الولايات المتحدة.

ويكتب للصين تراجعا في طلبها على البترول حينما يتراجع الإنتاج والنشاط الاقتصادي لديها من خلال وقف المصانع و حظر حركة الطيران، والإغلاقات والنتيجة تقليل استهلاك البترول والطلب عليه.

لكن من المستفيد حاليا من هذه الازمة، هي الدول التي سوف تحاول اقتطاع جزء من الاستثمارات الصينية القائمة فيها، وتسعى لاستقطابها على ارضها على اعتبارها أكثر آمناً من أوضاع الصين الحالية.

وهذه الرغبة عبر عنها وزير التجارة الأمريكي، على ان هذا الفيروس قد يعطى للولايات المتحدة  فرصة ان تستعيد جزء من مستثمريها ومصانعها المتواجدة في الصين وعودتها اليها.

ان جميع هذه التكهنات والتوقعات مرتبط بمدة ومدى تطور الفيروس، الذى قد يسبب كارثة اقتصادية لن ينجو منها احد، او قد تكون ازمة محدودة بخسائر اقل ويكتب لها الانتهاء وعودة الاقتصاد العالمي للانتعاش مجدداً.

 

الازمة الاقتصادية على الأبواب والسبب فيروس كورونا.

العالم في ورطة كبيرة وغير متوقعة خاصة ان العد التنازلي لازمة اقتصادية عالمية قد بدأ بالفعل، وكبار الاقتصاديين والمحللين الحالين لا يستخدمون مصطلح ازمة حتى يكونوا اكثر دقة في تحديد الوضع فيتم الحديث عن الركود او الكساد والفرق بينهما كبير.

الركود Recession، يعرف بأنه ربعين ماليين من السنة او 6 اشهر متوالية من النمو السالب ولا يحقق أي نسبة نمو، ولا يزيد عادةً عن 18 شهر.

اما الكساد Depression، مشابه تماما للركود لكن أطول بكثير واسوأ بمراحل منه واشد من حيث درجة الانخفاض والمدة فمن الممكن ان يستمر 10 سنوات.

سبب وصف احتمالية دخول العالم في ورطة حقيقة، مبنى على تقديرات عدد من كبار الاقتصاديين ان هذا الركود يمكن ان يتحول على المدى القريب الى كساد وقد يكون عنيف لم يشهده العالم من قبل.

والبعض يقول ليس فقط سوف يتعدى الازمة المالية الكبيرة التي شهدها العالم سابقاً في عام 2008، لكن اقرب ما تكون الى الكساد العظيم الذى حدث في عام 1920، والذى استمر الى ما يقارب 10 سنوات، وخلف اثاراً عنيفة على العالم.

 

ركود ام كساد؟

اما عن وصفها ازمة غير متوقعة على الرغم من ان الركود ظاهرة متكررة، فمثلا منذ سنة 1854 الى الان شهد العالم 33 حالة ركود اصابت الاقتصاد، خلالها حدث الكساد العظيم مرة واحدة فقط خاصة انها كارثة نادرة الحدوث.

وهى غير متوقعة لان العالم دائما في حالة انتظار وتأهب لحدوث حالة ركود طبيعية متوقعة نتيجة أسباب معلومة أهمها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

لكن الازمة الحالية ويشهدها العالم الان وتقف على الأبواب سببها فيروس كورونا الجديد وهو حدث غير متوقع بالنسبة للعالم وتطورت احداثه بشكل متسارع.

فكان كبار الاقتصادين امام توقع لحدوث ركود او يتطور لكساد مصدره خلل في احد عناصر الاقتصاد كخلل في العرض او الطلب او مشاكل مالية مختلفة.

وان موجات الركود التي حدثت سابقاً، عادةً كان مصدرها إشكالية في العرض خاصة ان الجهاز المالي او البنوك عنصر أساسي في العملية الاقتصادية.

كما حدث في السبعينيات حينما ارتفعت أسعار البترول وبالتالي ارتفعت التكاليف على المصانع تسببت عجز في توفير المطلوب من السلع والخدمات نتج عنه ركود سببه خلل في العرض وعدم قدرة المصانع على الانتاج.

أو حدوث ركود ناتج عن انخفاض الطلب، أي تقلص مصروفات الافراد بشكل كبير لعدة أسباب كرغبتهم في الادخار او خشيتهم من انخفاض الأسعار عن معدلها الطبيعي وهكذا.

كذلك ما حدث في التسعينيات في بريطانيا حينما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بشكل كبير جداً، كان نتيجتها زيادة الأقساط بمختلف اشكالها على الافراد ما دفع الناس الى عدم الانفاق.

أيضا ما حدث في 2008، ان هذه الازمة التي صدرت من قطاع البنوك دفعت الافراد الى عدم الثقة واتخاذهم قرار الاحتفاظ بأموالهم بأنفسهم.

 

اختلال الطلب والعرض

ان أي مشكلة في العرض أو الطلب أو الاثنين معاً عادةً ما ينعكس على البنوك بسبب تعثر الشركات وعدم استطاعتها التسديد للبنوك مما يؤثر سلباً على البنوك وتفقد ثقتها.

وبالتالي تمتنع عن اقراض الافراد او الشركات، ينتج عنه عدم توفر الأموال بين أيدى الافراد أو الشركات لاستثمارها.

فتلجأ الحكومات كخطوة لمعالجة هذه الازمة الى خفض الضرائب أو الفوائد او توفير سيولة او تمنحهم امتيازات مختلفة لتحفزهم على الاستثمار مجدداً.

واقرب صورة حديثة  لتحفيزهم على الاستثمار او زيادة المصروفات، حينما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنح شيكات بقيمة ألف دولار لكل مواطن أمريكي يقل دخله السنوي عن نسبة معينة حسب ما تم تحديده، لكن لا نخفى ان هذا الإجراء دوافعه انتخابية وسياسية أيضاً.

 

ماذا يحدث في حالة الركود؟

نتيجة حالة تباطؤ النمو الاقتصادي يقل انتاج الشركات وبالتالي تقل أرباحها، فتقوم على تسريح العمال من اجل خفض التكاليف.

ما يزيد من أعداد البطالة الامر الذي سيؤدى الى خفض القدرة الشرائية ما يسبب تراجع أكثر في النمو الاقتصادي، الامر الذي يجبر الشركات على الاستغناء عن المزيد من العمال وهكذا من سيئ الى أسوأ.

بينما الركود الذى نشهده حاليا لم يكن ضمن العوامل المتوقعة لحدوث الأزمة العالمية انما حدث غير متوقع لذلك وصفت انها ازمة غير متوقعة.

وان هذه المشكلة لا توجد في العرض أو الطلب او في القطاع المالي بل تجمع بينهم بسبب فيروس كورونا، ومن اجل معالجة الازمة يجب أولا معالجة السبب الأساسي في حدوثها والمؤدي الى الركود، وهو الفيروس.

لكن حاليا لا يتوفر علاج للفيروس فكان الحل في التزام المواطنين منازلهم من خلال ما يعرف بالحجر المنزلي، ما يترتب عليه توقف في الإنتاج، وهي بمثابة اسهل واسرع طريق في حدوث الركود او الكساد.

اما في حال تم إعادة المواطنين الى أعمالهم وبالتالي تشغيل المصانع وعودة الإنتاج بالمقابل سيؤدي الى اتساع انتشار الفيروس وتطوره وستحدث كارثة صحية عالمية.

ففي محاولة لاحتواء الفيروس ينهار الاقتصاد، اما محاولة اصلاح الاقتصاد سوف نفسد البشرية بأكملها صحياً نتيجة فيروس قاتل.

الوضع الحالي خلف ارتباك على مستوى الحكومات وعلى عدم مقدرة الاقتصاديين في تقدير الوضع الحالي في أذهانهم، فتبدأ مختلف الحكومات استخدام اساليبها كمحاولة لانعاش اقتصادها.

 

توقعات

من المتوقع في المراحل القادمة ان نشهد عدد من الموجات خاصة ان أي ركود يدخل بمجموعة من هذه الموجات، كتباطؤ في النشاط الاقتصادي بسبب وقف لحركة النقل الجوي.

وتقلص الإنتاج في المصانع والشركات، وتجميد قطاع السياحة والتنقل، وتراجع النشاط التجاري وحركتي الاستيراد والتصدير.

واغلاق الفنادق وسلاسل المطاعم أبوابها وتقليص الطلب وانهيار البنوك والقطاع المالي وخفض الاستهلاك وحظر مختلف مناحي الحياة والتزام المواطنين لمنازلهم.

الامر الذى ينتج عنه فقد المواطنين لوظائفهم ما يسبب تقلص او تبخر مدخرات الكثير منهم لاعتمادها في المصروفات ان كان لديه مدخرات.

أيضا تبدأ المصانع والشركات بتقليص استثماراتها، عندها يتطور من ركود الى كساد وقد يستمر وفقاً لتوقعات عدد من كبار الاقتصاديين الى 4 او 5 سنوات.

ونبقى امام مأساة كبيرة يعانى الافراد فيها معاناة كارثية وكأن العالم في حالة حرب، أي من المتوقع وصول الاقتصاد حاليا لمرحلة الاقتصاد كما كان عليه في الحرب العالمية الثانية.

 

تابع دروس أكاديمية الفوركس المجانية من IMMFX لتعلم الفوركس من الصفر وحتى الاحتراف

التعليقات مغلقة.