الدولار الامريكي .. أسئلة مهمة واجابات عن العملة الخضراء

الاقتصاد بشكل عام يعتمد على العملات، واهمها الدولار الامريكي خاصة انه يتربع على عرش العملات رغم عيوبه.

من خلال هذا المقال سنطرح عدد من الأسئلة المتعلقة بالدولار الامريكي ومستقبله ومدى اعتماد دول العالم الاخر عليه بكافة معاملاتها.

 

هل سيبقى الدولار الامريكي سيد العملات والمتربع على عرشها ؟

 

الإجابة: نعم من المتحمل، ولسنوات طويلة قادمة أيضاً لأسباب موضوعية، فهو بمثابة عملة الاحتياط في العالم ويعد الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم حتى هذه اللحظة.

على الرغم من تراجعه نسبياً مقارنة بالخمسينيات والستينيات او حتى السبعينيات، فتعتبر الولايات المتحدة أكثر الدول استقبالاً للاستثمارات المباشرة.

وتعد موطن لعدد كبير جداً من الشركات التي تخدم كتير من القطاعات الهامة، كالقطاع التكنولوجي وصناعة السلاح على وجه التحديد، وهى اكبر مُصدر للعديد من المنتجات والمزروعات كالقمح.

وتمتلك اضخم مدينة سينمائية في العالم، وغيرها الكثير من المزايا والامكانيات التي من شأنها بكل تأكيد ان تدفع بها لتحصد اكبر اقتصاد في العالم.

لكن ليس هذا وحسب، انما أيضا لوجود الثقة الكبيرة بعملة الدولار الأمريكي والقبول العام العالمي لها واعتماده بكافة معاملاتهم بصورة مباشرة في الوقت الحالي.

اما بالحديث عن الصين وهى ثاني اكبر اقتصاد بالعالم بعد أمريكا، قد يتساءل البعض ان كانت تسعى بتوصيل عملتها كأفضل عملة بالعالم، لكن على العكس تماما.

الصين لا ترغب ابداً حالياً ان تحل عملتها محل الدولار، نظراً لأنها لا ترغب في ان تتحمل تبيعات ان تكون الدولة صاحبة الاحتياط.

 

 

 لماذا تستثمر الصين أموالها في شراء الدولار الامريكي بصورة أذون خزانة؟

 

معنى السؤال ان الصين تقوم باستثمار أموالها في أدوات الدين الامريكية وتقوم بشراء كميات كبيرة من الدولار الأمريكي بصورة اذون الخزانة تصل إلى تريليون دولار.

وفي حال ارادت بيع اذون الخزانة الامريكية ستطرح كميات كبيرة منه وبالتالي سيتعرض الدولار إلى انهيار او تراجع كبير.

 

اذاً هل ممكن ان توجه الصين ضربة للدولار الأمريكي، عند بيعها اذون الدولار الأمريكي؟

 

باختصار الصين لا تقوم بدعم اقتصاد الولايات المتحدة، قطعا لا، بل تقوم بدعم اقتصادها، حيث ان زيادة الاستثمارات الصينية في أدوات الدين الأمريكية وبالتالي دعم الدولار.

والتي بدأت بها عام 2008م، أي بعد ازمة الرهن العقاري، وجدت الصين ان نسبة كبيرة من الأموال مما كانت تستثمره في الخارج، يعود اليها في الداخل، ولا تقوم باستثماره بشكل جيد.

لذلك وجدت الحل في استثمار هذه الأموال في أدوات الدين الأمريكية، مما يوفر لها عائد والاهم من العائد انها تضمن بقاء ارتفاع الدولار، وما يقابله من انخفاض في العملات الأخرى وعلى راسها عملة الصين.

هذا الامر يضمن لها ارتفاع كبير جدا في نسبة صادراتها المحلية إلى العالم بسعر رخيص، وهذا بمثابة الهدف الأساسي من دعمها للدولار الأمريكي.

اما عن قيامها بتوجيه ضربة مفاجئة للدولار، فهذا الامر غير وارد حالياً، وهذا لا يعود عليها بالنفع الى جانب انها غير مستعدة لتلعب دور عملة العملات ولا يوجد بديل عن الدولار في الوقت الحالي.

 

 

متى قد ينهار الدولار الأمريكي، وهل يمكن استخدام الذهب عوضاً عنه؟

 

لا يمكن للعالم ان يعود ويتوجه للذهب، فنحن بحاجة إلى كم ضخم جدا من الذهب، يكفي لاصدار كم كبير من النقود حتى يلاحق احتياجات العالم الكبيرة.

حيث ان حجم الاقتصاد العالمي تضخم جداً خلال فترة الحرب العالمية الأولى، فلم يكن يكفي بشكل كامل لاحتياجات العالم في تلك الفترة، إذا كيف سيكفي الان بعد تزايد الاحتياجات وتضخم الاقتصاد العالمي بشكل أكبر مما كان عليه بعد مئة عام على انقضاء الحرب العالمية الأولى.

اما عن فكرة انهيار الدولار، يمكننا القول انه من الممكن ان يتعرض الدولار للانهيار او يبحث العالم على بديل لكن ليس في الامد المنظور، أي بعد سنوات بعيدة قادمة في حالة تعرض العالم الى هزة كبيرة تؤدى الى تغيير المعطيات القائمة من شأنها تسبب انهيار الدولار فنصبح في حاجة ملحة في البحث عن بديل.

 

 

 

هل ممكن للدول الغنية ان تقوم بفصل عملتها عن الدولار الأمريكي؟

 

على المستوى المنظور، هذا غير وارد حتى وان قامت أي دولة بربط عملتها بسلة من العملات، الا ان الدولار سيبقى اكبر مكون فيها ولا غنى عنه.

وذلك بسبب ان معظم الدول تتعامل مع الولايات المتحدة الامريكية بشراء معظم واهم احتياجاتها كالتكنولوجيا والتعليم والسياحة والاهم من ذلك العلاقات السياسية العسكرية لها الكبيرة جدا مع العالم الاخر.

 

 

هل امريكا تقوم بطباعة الدولار الأمريكي، ولماذا لا تقوم بسداد ديونها المتراكمة؟

 

بالطبع تقوم بطباعة العملة الخضراء لكن ليس بشكل عشوائي، انما وفقاً للتوازن بين العرض والطلب، بمعنى كم يحتاج الطلب داخل أمريكا وما يحتاجه في العالم الخارجي.

أما في حال طباعتها لكميات كبيرة سيؤدى بكل تأكيد الى انهيار قيمته، بسبب وجوده بكثرة وبالتالي لن تحرص الدول على امتلاكه وامريكا ستكون المتضرر الوحيد.

 

 

ختاماً

الدولار الأمريكي يحتل مكانة مهمة جداً على مستوى العالم وتتعدد الأسباب لكي يكون سيد العملات والمتصدر المرتبة الأولى عالمياً.

أولا، لأهمية الاقتصاد الأمريكي الناجم عن الامتيازات الضخمة التي تتمتع بها بالوقت الحالي، كالتطور التكنولوجي وصناعة الأسلحة والمحاصيل وتضم أهم الشركات والمصانع المنتجة، وبالتالي ارتفاع نسبة الصادرات، هذا ما يجعلها أكبر قوة عالمياً.

وثانيا، بسبب الثقة الكبيرة بعملة الدولار الأمريكي والقبول العام العالمي لها، واعتمادها بكافة المعاملات العالمية الضخمة بصورة مباشرة كشراء النفط او الأسلحة او الاختراعات التكنلوجية وغيرها من المعاملات.

 

التعليقات مغلقة.