هل يُحدث تخلف روسيا عن سداد ديونها أزمة مالية عالمية؟

قالت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي اليوم إن روسيا ربما تتخلف عن سداد ديونها بعد فرض العقوبات عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، لكن ذلك لن يؤدي إلى أزمة مالية عالمية في الوقت الحالي, مضيفةً أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول ديمقراطية أخرى كان لها بالفعل تأثير شديد على الاقتصاد الروسي وستؤدي إلى ركود عميق هناك هذا العام.

وذكرت جورجيفا أن العقوبات تحد أيضا من قدرة روسيا على الوصول إلى مواردها وخدمة ديونها، مما يعني أن التخلف عن السداد لم يعد يُنظر إليه على أنه غير محتمل، موضحةً أن إجمالي انكشاف البنوك على روسيا بلغ نحو 120 مليار دولار، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن ذلك ليس بالقدر اليسير، فهو لا يرتبط ارتباطا وثيقا بالنظام المالي العالمي.

أزمة روسيا وتوقعات النمو الاقتصادي العالمي

وقالت جورجيفا الأسبوع الماضي إن صندوق النقد الدولي سيخفض التوقعات السابقة للنمو الاقتصادي العالمي إلى 4.4 بالمئة في عام 2022 نتيجة للحرب، لكنها أضافت أن المسار العام لا يزال إيجابيا.

وقالت إن التأثير سيكون أشد من حيث رفع أسعار السلع الأساسية والتضخم، مما قد يؤدي إلى الجوع وانعدام الأمن الغذائي في بعض أنحاء القارة الأفريقية.

في غضون ذلك أكدت جورجيفا، برغم أنَّه من السابق لأوانه تحديد حجم أضرار الحرب، وتكاليف إعادة الإعمار في أوكرانيا، إذ سيحتاج صندوق النقد الدولي لانتظار انتهاء القتال كي يقييمها، لكن يتضح راهناً أنَّه سيكون هائلاً.

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

تخلف عن سداد الديون

واعتبرت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني هذا الأسبوع أنَ تخلف روسيا عن سداد مستحقات سنداتها “وشيك” جراء العقوبات التي تاخمت الحرب, زاد تداول عقود مقايضات التخلّف عن السداد- وهو ضرب من التأمين ضد عدم السداد- بشدة بحيث يدل على احتمال نسبته 71% بالتخلّف عن السداد خلال عام، و81% في غضون خمسة أعوام.

يسعى المستثمرون والتجار لفهم مدى إمكانية تسوية عقود مقايضات التخلّف عن سداد الدين إن سددت روسيا ديونها الخارجية بالروبل بعد أن وقَّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً في نهاية الأسبوع يتيح ذلك للحكومة والشركات الروسية.

تواجه روسيا استحقاق 117 مليون دولار على سندات مقومة بالدولار في 16 مارس، وقد تنتهي بمقايضات إن سُددت بالروبل.

قالت جورجيفا، إنَّ روسيا تتجه نحو “ركود عميق”؛ فقد أدى تدهور الروبل لارتفاع التضخم، كما أضعف القوة الشرائية للسكان الروس بشدة. أضافت أنَّه في حين أنَّ أعضاء صندوق النقد الدولي قلقون للغاية من الحرب، لم يكن هناك نقاش في المجلس حول تعليق عضوية روسيا، مشيرة إلى أنَّ استبعاد روسيا ينبغي أن يستند لانتهاك التزامات اقتصادية وفق نظام الصندوق، في حين أنَّها حتى الآن تفي بالتزاماتها.

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

تمويل طارئ لاوكرانيا

إلى ذلك قال أوليغ أوستينكو، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس فولوديمير زيلينسكي، إنَّ غزو روسيا أفقد أوكرانيا ما قيمته 100 مليار دولار من الأصول والبنى التحتية, أعلن صندوق النقد الدولي الأربعاء عن تمويل طارئ بقيمة 1.4 مليار دولار لأوكرانيا، وقالت جورجيفا، إنَّه سيُستخدم للمساعدة بدفع الرواتب والمعاشات التقاعدية، وتمويل الخدمات الأساسية.

المزيد من بيانات الأسواق العالمية عبر مدونة IMMFX

 

 

 

التعليقات مغلقة.