ما هي صناديق التحوط Hedge Fund وكيف تعمل؟

يتردد مصطلح صناديق التحوط في أوساط عالم المال والاقتصاد كثيراً، ويخلط العديد من المهتمين بين مفهوم صندوق التحوط والصناديق الاستثمارية الاخرى بأنواعها، إذن وللتوضيح؛ ما هي صناديق التحوط؟ وكيف تعمل؟ وهل توفر مناخ استثماري أكثر أماناً من الأدوات الاستثمارية المالية الاخرى؟

ما هي صناديق التحوط Hedge Fund؟

يمكن تعريف صناديق التحوط على أنها أداة استثمارية أو صندوق استثماري أو علاقة شراكة استثمارية تستخدم سياسات متطورة لتحقيق عوائد بشكل أعلى من متوسط العائد الطبيعي في السوق أو بشكل أعلى من المعيار الربحي الطبيعي المتوقع، وذلك من خلال اتحاد رؤوس أموال مجمعة يتم ادارتها من قبل خبراء ذوي مرونة عالية وبدون تحمل مستويات مخاطرة مالية مشابهة للأدوات الاستثمارية التقليدية، وتستخدم هذه الصناديق اساليب وقائية واستثمارية مثل العقود الآجلة او المشتقات المالية او سياسات استثمارية متطورة مثل البيع على المكشوف والرافعة المالية.

ومن المعروف في عالم الاستثمار بأن العلاقة بين حجم المخاطرة وحجم الربح المتوقع هي علاقة طردية، حيث أنه كلما زادت المخاطرة صعدت معها امكانية تحقيق ربح/خسارة أعلى، والعكس صحيح.

وللوهلة الاولى يعتقد القارئ ان هذا النوع من الأدوات الاستثمارية يهدف لتقليل المخاطرة، ولكن في الواقع الامر معاكس تماماً، فهذا النوع من الأدوات يهدف لتحقيق أقصى قدر ممكن من الارباح بغض النظر عن اتجاه تحرك الاسواق أو حدوث اي مشاكل جيوسياسية طارئة من شأنها الإضرار بقطاع معين او عدة قطاعات.

وبناء على ذلك، يمكن اعتبار صناديق التحوط على أنها نوع من انواع الشراكة الاستثمارية بين عدد من المستثمرين ذوي رؤوس أموال ورغبة للاستثمار، ومدير للصندوق يمكن ان نطلق عليه اسم الشريك العام لإدارة رؤوس الاموال وفقاً لطرق وأدوات غير تقليدية مع ضرورة التنويه إلى عدم وجود قيود نسبياً على الشريك العام من قبل المستثمرين، وهي أحد اهم مميزات عمل صناديق التحوط حيث توفر هذه الميزة مرونة أعلى في شكل قرارات مدير الصندوق دون الحرص على اتخاذ قرارات تلتقي مع اهتمامات المستثمرين، الأمر الذي يوفر مساحة أعلى من الحرية وبالتالي إمكانية أعلى للنجاح.

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

كيف تعمل صناديق التحوط؟

تختلف طريقة عمل كل صندوق تحوط باختلاف الأهداف الاستثمارية وحجم المخاطرة والعائد الاستثماري المتوقع، والمخاطرة في جميع انواع العمليات الاستثمارية حاضرة، ولكن نسبتها تختلف باختلاف طريقة عمل الصندوق، فالبعض يستهدف أسواق الأسهم، والاخرى تستهدف الاستثمار في أسواق سلع الطاقة وغيرها العديد من المجالات وبناء عليه يمكن الوصول إلى عدد غير محدود من انواع صناديق التحوط ولكن نذكر أبرزها:

صناديق التحوط المعتمدة على الأحداث

أداة استثمارية تستخدم تكنولوجيا فائقة التطور، تراقب عن كثب وفقاً لبرامج محوسبة جميع الاحداث التي من الممكن ان تؤثر في اتجاه الأسواق حول العالم صعوداً أو هبوطاً لاتخاذ قرارات التجارة والتموضع في السوق، فمثلا تراقب وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية لمراقبة أي اخبار ذات علاقة بالدمج، الافلاس، الاستحواذ، التنظيم واعادة التنظيم للشركات متعددة الجنسيات في خلال ثوانٍ، وبالتالي امكانية اتخاذ قرار المتاجرة بسرعة عالية.

صناديق التحوط القصيرة/الطويلة الأمد

تعتمد في عملياتها الاستثمارية على الاستثمار في مجال تداول الأسهم والمجالات المشابهة، وتبحث عن القيمة الحقيقية للأدوات المالية وإذا كانت مقومة بقيمة أكبر من قيمتها تقوم ببيعها على المكشوف، وإذا كانت مقومة بقيمة أقل من قيمتها تقوم بشرائها، وفي الحالتين من الممكن ان يتم اجراء العمليتين بنفس الوقت، مثلا شراء اصول بقيمة 80% من ممتلكات الصندوق وبيع 50% على المكشوف، وذلك وفقاً للأهداف الاستثمارية للصندوق.

 

صناديق التحوط المراقبة للأوراق المالية المتعثرة

تقتنص الفرص لشراء الأسهم أو السندات للمؤسسات التي خسرت جزءاً من قيمة أسهمها نتيجة أي عمليات تنظيمية او اعادة تنظيم مثل اعادة الهيكلة او الافلاس أو اقترابها من الافلاس، وفي أحيان كثيرة يقوم الصندوق بإدارة هذه المؤسسة بعد الاستحواذ عليها.

 

صناديق التحوط التي تقوم على الاقتصاد العالمي الكلي

تراقب جميع المتغيرات في السياسات الاقتصادية الحكومية والبنوك المركزية وتقوم بالاستثمار بناء على المتغيرات من أسعار الفائدة أو تغيرات أسواق الاسهم والسندات المحلية.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

صندوق الصناديق

لا يمكن فقط اعتبار ان فكرة صندوق التحوط هي اتحاد لعدة رؤوس اموال بهدف تحقيق اقصى ربح ممكن، ولكن أيضاً يمتد المفهوم ليشمل هذا النوع من أنواع صناديق التحوط، حيث يكون اتحاد بين عدة صناديق تحوط بمدير صندوق واحد واستراتيجية عمل واحدة وبالتالي تنوع أكبر في العمليات الاستثمارية.

مميزات صناديق التحوط

أولاً: القدرة على تحقيق الارباح بغض النظر عن اتجاه تحرك السوق.

ثانياً: صناديق التحوط التي تعمل وفقاً لمبدأ التوازن في الاستثمار وتوفر بيئة أكثر أماناً من غيرها من الادوات الاستثمارية.

ثالثاً: تنوع أكثر من الاسواق التقليدية.

عيوب صناديق التحوط

أولاً: غير ملزمة بتسجيل عملياتها لدى هيئة رقابة لتنظيمها، وغير ملزمة أيضاً للإفصاح الدوري عن استثماراتها وبالتالي فرصة أكبر للعمليات غير المشروعة.

ثانياً: المستثمر ملزم بتجميد رأس المال لفترة زمنية قد تكون طويلة أو طويلة جداً

ثالثاً: امكانية تحول الخسائر البسيطة إلى خسائر فادحة في حالة العمل بأساليب الاستثمار التي تعمد على الاقتراض

رابعاً: رسوم اشتراك مرتفعة نوعاً ما، فمثلا مبلغ 2% من قيمة الاصول كرسوم أداء، أي إذا كانت قيمة الأصول تساوي عدة مليارات من الدولار ستساوي مبالغ طائلة بالتأكيد.

 

علاوة على ما سبق، يمكن طرح عدد من النقاط المهمة المتعلقة بصناديق التحوط:

أولاً: صناديق التحوط هي شراكة استثمارية بين عدد من المستثمرين للاستثمار بأدوات مالية ذات اختيارات عالية من المخاطرة لتحقيق اقصى قدر ممكن من الربح.

ثانياً: تفرض شروط الانضمام بنود قد لا تناسب العديد من المستثمرين، مثلاً الحد الادنى للمشاركة قد يكون مبلغ كبير جداً وكذلك رسوم الاداء.

ثالثاً: لا يوجد مجال لا يمكن لصناديق التحوط ألا تدرس امكانية الاستثمار فيه، ابتداءً من الأعمال التجارية وحتى بيع وشراء براءات الاختراع او حقوق الملكية الفكرية.

رابعاً: متطلباتها المالية صارمة جداً وقد لا تناسب العديد من المستثمرين.

 

المزيد من التفاصيل حول صناديق التحوط عبر مدونة IMMFX

 

تمتع بتجربة تداول على العديد من الأصول المالية عبر IMMFX

 

التعليقات مغلقة.