الاقتصاد العالمي قد يخسر تريليون دولار.. اليك السبب؟

قال المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية في المملكة المتحدة إن الأزمة الروسية الأوكرانية قد تُكبد الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار، وتسهم في زيادة التضخم العالمي بنسبة 3% خلال العام الحالي من خلال إطلاق أزمة أخرى في سلاسل التوريد.

بالإضافة إلى ذلك, ستؤدي مشكلات العرض إلى تباطؤ النمو وصعود الأسعار، وهو ما سيقلل مستوى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو نقطة مئوية واحدة مع حلول سنة 2023، حسب المعهد الذي يتخذ من لندن مقراً له. يُشار إلى أن روسيا وأوكرانيا تعتبران مصدرين رئيسيين للسلع الأساسية والطاقة.

وأكد المعهد أن الحرب ستدفع الحكومات الأوروبية إلى اقتراض المزيد من الأموال لسداد تكاليف تدفق المهاجرين وتعزيز جيوشها، وحض البنوك المركزية على زيادة أسعار الفائدة الأساسية “ببطء فقط، فيما تقيّم (البنوك) تأثير الحرب في الثقة والنشاط ومن خلال الطاقة، على مستوى الدخول الحقيقية”.

انعكاسات سيئة على الاقتصاد العالمي

إلى ذلك, قال جاغجيت شادها، مدير المعهد: “يخلق الصراع في أوكرانيا مزيداً من الضغوط الاقتصادية التي تفوق طاقة المنظومة بفعل وباء كوفيد-19″، مضيفاً: “ستتصدع سلاسل التوريد أكثر، وستتعرض السياسات النقدية والمالية لعملية تدقيق مشددة”.

أيضاً, ستتفادى روسيا الركود الاقتصادي نظراً إلى أن الخسارة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات “سيعوضها بطريقة جزئية صعود أسعار الصادرات من الغاز والنفط“، ورغم ذلك سيهبط ​​الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تبلغ 2.6% بالمقارنة بالتوقعات السابقة في نهاية 2023، في حال أسفر انهيار سعر صرف الروبل عن صعود معدل التضخم بنسبة وصلت إلى 20%.

في غضون ذلك, ستكون الخسارة التي ستلحق بالناتج المحلي الإجمالي في روسيا أسوأ بشكل طفيف من منطقة اليورو والمملكة المتحدة؛ وفي نهاية الأمر في سنة 2023 سيتمكن كلاهما من تحقيق مستويات من الناتج المحلي الإجمالي أقل من التوقعات السابقة بنحو 1.5%.

أضف إلى ذلك, أنه وفي ظل تباطؤ معدلات النمو، فإنّ أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة ستتفاقم، وسيصل متوسط التضخم في المملكة المتحدة إلى نسبة 7% خلال السنة الجارية، وقد يتراجع ​إلى نسبة 4.4% في سنة 2023.

في حال جرى تصعيد العقوبات إلى حد وقف شحنات الغاز الطبيعي والنفط الروسي، فإنّ الخسارة التي ستصيب روسيا ستكون “قاسية”، بيد أنها سترفع أيضاً من “فرص حدوث ركود تضخمي أقوى بطريقة ملموسة” في الاتحاد الأوروبي، ويحصل التكتل الموحد على 40% من احتياجاته من الغاز من خلال روسيا.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

عقوبات اقتصادية على روسيا

إلى ذلك, تتزايد حدة العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا تدريجياً، وكان أكبرها إخراج عدد من المؤسسات المالية الروسية من نظام “سويفت” العالمي للتواصل بين المؤسسات المالية.

وبدأت آثار هذه العقوبات تظهر على قيمة العملة الروسية (روبل)، وعلى أداء السوق المالية الروسية، في المقابل فإن المخاوف في أوروبا هي من إقدام روسيا على قرار قطع أو خفض الإمدادات من الغاز.

يشار إلى أن الصراع الروسي الأوكراني يدخل يومه التاسع، حيث استهدفت القوات الروسية -فجر اليوم الجمعة- محطة زاباروجيا للطاقة النووية جنوب شرقي أوكرانيا، مما أدى لاشتعال النيران في مبنى للتدريب بالمجمع.

وأعلنت السلطات الأوكرانية أنها تمكنت من إخماد الحريق، وأن السلامة النووية للمحطة باتت مضمونة، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم روسيا باللجوء للرعب النووي، والسعي لتكرار كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986.

ويأتي هذا التطور في وقت تحاول فيه القوات الروسية إحراز المزيد من التقدم باتجاه العاصمة كييف وفي جبهات أخرى، بعد سيطرتها على مدينة خيرسون في الجنوب.

 

المزيد من بيانات الأسواق العالمية عبر مدونة IMMFX

التعليقات مغلقة.