البيع على المكشوف | تجارة محفوفة بالمخاطر

البيع على المكشوف هو أحد التقنيات التجارية المستخدمة في الأسواق المالية العالمية والتي ممكن من خلالها اقتراض سهم من المالك وبيعه عند سعر مرتفع وإعادة شراءه على سعر أدنى لإعادته للمالك بغرض تحقيق الربح من الفروقات السعرية، وهنا يتوقع المستثمر أن سعر السهم سينخفض وفقاً لعملية تحليل سعرية دقيقة باستخدام أدوات التحليل الفني والاساسي، فإذا انخفض السعر يقوم بشراءه مرة اخرى ويحقق ربحاً, وإذا ارتفع يجب أن يقوم بشراءه على السعر الأعلى لإعادته للمالك ويحقق خسائراً.

وبذلك فإن فكرة البيع على المكشوف تعتمد بشكل كامل على تقنية أكثر خطورة بكثير من الامتلاك الفعلي للورقة المالية لأنه في حالة البيع على المكشوف لا يوجد حد أعلى لحجم الخسائر، إلا أنه بالرغم من ذلك يوفر امكانية تحوط فريدة من نوعها للمتحفظين, سواء كان بغرض حماية أرباحهم التي قاموا بتحقيقها أو لتقليل خسائرهم فهو أداة تحوط ممتازة.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

مثال عملي على عملية البيع على المكشوف

وجد مستثمر فرصة على سعر سهم شركة تسلا TSLA حيث وفقاً للتحليل الاساسي لاحظ المستثمر أن السعر الحالي للسهم مبالغ فيه وهو 1000$ وأن السعر الحقيقي للسهم 750$ وفقاً لمباديء التحليل الأساسي، وقام بتدعيم وجهة نظره من خلال تقنيات فنية منوعة بالاعتماد على التحليل الفني، إذاً هو يرجح انخفاض سعر السهم الحالي، يقوم المستثمر باقتراض سهم من وسيطه على السعر الحالي 1000$ ويقوم ببيعه على نفس السعر، أصبح الآن يمتلك 1000$ نقداً وهو مدين بسهم واحد يجب أن يقوم بتسديده، وعندما ينخفض السعر ليصل إلى 750$, يقوم بشراء سهم ويقوم بتغطية السهم المدين للوسيط ويحقق ربحاً نقدياً بمقدار 250$.

ما الذي يدفع المتداولين لاستخدام البيع على المكشوف؟

أهم الاسباب التي تدفع المتداولين لاستخدام البيع على المكشوف هو المضاربة على فروقات الأسعار أو التحوط بدون امتلاك رأس مال كافي لدخول صفقة شراء متكاملة الأركان على الورقة المالية محل التداول، وتعد صناديق التحوط أبرز الناشطين في الأسواق المالية بالاعتماد على البيع على المكشوف وفي كثير من الأحيان تستخدم مراكز بيع الأسهم للتحوط من مراكزتها التجارية طويلة المدى في العمليات التجارية التي تم اجراؤها على الأسهم الاخرى.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

مخاطر البيع على المكشوف

تصنف عملية البيع على المكشوف بأنها عملية تجارية محفوفة بالمخاطر، فعندما يشترى أحد المتداولين ورقة مالية بالطرق التقليدية فإنه ممكن أن يحقق خسائر بقيمة الأموال التي استثمرها فقط، أما في حالة البيع على المكشوف يمكن نظرياً أن يخسر مبلغ من المال لا حدود له، فكلما ارتفع سعر الورقة المالية استمرت الخسائر.

إذا كانت عملية البيع على المكشوف بهذه الخطورة فلما إذاً يُقبل عليها العديد من المتداولين؟

تصبح عملية البيع على المكشوف اختياراً منطقياً إذا تم استخدامها بغرض التحوط أولاً مثلما تفعل صناديق التحوط الكبرى، وأيضاً إذا ما كانت مخرجات عملية التحليل الفني و الاساسي تؤكد بشكل كبير احتمالية انخفاض سعر الورقة المالية على المدى القصير، مثلاً سهم أحد الشركات التي تتعرض لصعوبات مالية واضحة مثل تعسر تسديد قيمة الديون الحالية.

أيضاً في حالة الرغبة ببيع ورقة مالية لا تمتلكها بالفعل، فهي عملية بيع ورقة مالية لم تمتلكها بعد ولكن تم التعهد بتسليمها للمالك الحقيقي خلال وقت قصير، فيقوم الوسيط باقراضك هذه الورقة المالية لتقوم ببيعها على أن تقوم بإرجاعها بعد أن تقوم بشراءها مرة أخرى عندما ينخفض سعرها، ويوفر العديد من السماسرة مخزوناً من الأدوات المالية المعدة للبيع على المكشوف أو يمكن الحصول عليها من شركة وساطة أخرى, حيث تم بالفعل بيع أسهم وتقييد العائدات الخاصة به في حسابك على أن تقوم بتغطية قيمة المباع على المكشوف خلال أجل قصير.

التعليقات مغلقة.