روسيا تقطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا

في تصعيد خطير للصراع الروسي الأوروبي بشأن إمدادات الطاقة والحرب الأوكرانية، تعتزم موسكو قطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا، وذلك في سياق عزمها على تنفيذ تهديدها بقطع إمدادات الغاز عن الدول التي ترفض تلبية طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول ضرورة الدفع بالروبل مقابل الحصول على الوقود الحيوي, فيما قالت أوروبا إن الاستجابة لهذا الطلب ستشكل انتهاكاً للعقوبات، وتعزز نفوذ روسيا.

مع بدء المواعيد النهائية للدفع، قالت بولندا وبعدها بلغاريا، إن شركة غازبروم الروسية أبلغتهم أن الغاز سيتوقف عن التدفق يوم الأربعاء، وفي الأسابيع المقبلة، سيتعين على المزيد من الشركات أن تقرر ما إذا كانت ستدفع بالروبل أو تخاطر بفقدان الإمدادت.

 

تبعات قطع إمدادت الغاز

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي بنحو 17%، في الوقت الذي يضع فيه المتداولون بحسبانهم احتمالية تعرض دول أوروبية أخرى للأمر نفسه في الخطوة التالية.

إلى ذلك, يتحول التركيز حالياً إلى عواصم أوروبية أخرى، وخاصة ألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي, ولم يصدر رد فعل فوري من برلين، أما عن بولندا فقد أعربت بصفة خاصة عن انتقاداتها لروسيا بشكل لاذع، كما رفضت الامتثال للبنود الجديدة.

وقالت شركة “بي جي نيغ”، الموردة الرئيسية للغاز في بولندا، إنها أُبلغت بوقف جميع تدفقات الغاز اعتباراً من يوم الأربعاء, وقبل ذلك الإعلان بدقائق، نشرت شركة “غازبروم” الروسية العملاقة تحذيراً ينوه إلى أن بولندا عليها الدفع مقابل إمدادات الغاز التي تصلها، وبالعملة الروسية.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

عقوبات روسية على بولندا

صرح رئيس الوزراء البولندي، ماتيوزموراوسكي، قائلاً: “أؤكد وصول مثل تلك التهديدات من (غازبروم)، والمتصلة من بين عدة أشياء أخرى بوسائل الدفع, ستظل بولندا ملتزمة ببنود الاتفاقات، وربما تحاول روسيا معاقبتها” عبر قطع الإمدادات.

وكان التهديد بقطع الإمدادات يلوح في الأفق لعدة أسابيع، لكن خلال الأسبوع الماضي ظهر مؤشر حول اقتراح الاتحاد الأوروبي لطريقة محتملة أخرى تنقذه من هذا الصدام.

في أواخر أبريل الجاري، وعلى مدى شهر مايو المقبل، سيُستحق أجل سداد أولى المدفوعات بالروبل، وما تزال الحكومات والمديرون التنفيذيون لشركات الطاقة الأوروبية في أكثر من مكان يحاولون العثور على أفضل طريقة للتصرف حينها.

تعتمد القارة بشدة على الغاز الروسي، وحتى الآن، ظلت تحصن أغلب واردات الطاقة من الوقوع تحت طاولة العقوبات.

إلى ذلك, تقول بولندا إنها مستعدة تماماً لقطع كامل إمدادات الطاقة عنها، ووضعت خططاً للاستغناء عن الغاز الروسي حتى قبل اندلاع الحرب. وتنتهي صلاحية عقد الدولة طويل الأجل مع موسكو نهاية العام الجاري، وشددت الحكومة على عدم نيتها تجديده, كما جهزت إمدادات الغاز الطبيعي المسال، وتخطط لبدء خط أنابيب من النرويج في أكتوبر المقبل.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

مخزونات الوقود كافية

أكدت حكومة وارسو، أن لديها مخزونات وقود كافية, ولن يتأثر المستهلكون بقطع الإمدادات، كما تعتزم الحكومة الحفاظ على ملء المخزونات بما يصل إلى 90%.

في غضون ذلك, قال بيوتر نيمسكي، المسؤول عن البنية التحتية الاستراتيجية للطاقة في الدولة، للمراسلين: “هذه نقطة تحول، وتشكل تسريعاً لوتيرة تحرك روسيا حالياً”، ولم يصدر تعليق فوري من “غازبروم”.

لن يكون هناك تأثير فوري على الغاز الذي يعبر بولندا عبر وصلة خط أنابيب”يامال” وصولاً إلى ألمانيا، ولم تنقل هذه الوصلة الغاز إلى ألمانيا منذ السابع من أبريل الجاري، وكانت الإمدادات متقطعة في الأشهر السابقة كذلك، وتظهر بيانات من شركة “غازكاد” (Gascade) لإدارة الطاقة أن الغاز يتدفق حالياً في الاتجاه المعاكس، أي من ألمانيا إلى بولندا، ومن المقرر زيادة هذه الشحنات اليوم الأربعاء.

 

تابع أخبار الأزمة الروسية الأوكرانية عبر مدونة IMMFX

 

التعليقات مغلقة.