ماذا تعني عملية ربط العملة ولماذا وكيف تتم؟

يعتبر ربط العملة من أبرز الطرق الاستراتيجية التي تستخدمها الدول في مجال التداول الرقمي، حيث تتم العملية عبر ربط سعر صرف العملة؛ بعملة أخرى أو بمجموعة من العملات أو مع أي استثمارات بديلة مثل الذهب والمعادن الثمينة، إذ تعرف عملية الربط بـ “سعر صرف العملة الثابت”.

ومن أكثر التساؤلات التي يتساءل عنها المستثمرون، هل النتائج الاقتصادية لهذه العملية مفيدة أم لا؟! لذلك نوضح لكم خلال المقال التالي كافة تفاصيل عملية ربط العملة.

 

ربط العملة

في العادة تلجأ الدول إلى قرار ربط العملة بهدف توفير استقرار شبه تام في عملتها الوطنية، ويأتي ذلك بعد ربطها بعملات أجنبية أكثر استقراراَ عنها.

وتعتبر عملة الدولار العملة الأساسية والأكثر شيوعاً في العالم والتي يتم ربط العملات الأخرى بها، حيث يعود ذلك لاتساع تداولها على مستوى العالم.

وعلى غرار ذلك، نجد أن الدول الأقل استقراراً تلجأ إلى ربط عملاتها بعملات أجنبية أخرى لضمان حدوث شيء من الاستقرار لعملية الصرف.

 

ما هو ربط العملة؟

هي عبارة عن سياسة مالية تقوم من خلالها الحكومة بتثبيت سعر صرف العملة الوطنية مقابل عملة أجنبية أخرى أو سلسلة من العملات أو استثمارات أخرى مثل الذهب.

وبشكل كبير يتم ربط العملات بعملة الدولار الأمريكي، وذلك بهدف الحفاظ على قيمة العملة المحلية الوطنية من الانهيار وضمان استقرار سعر الصرف بقيمة معينة وثابتة.

ويبقى السؤال الأهم والأكثر تداولاً! لماذا تلجأ الدول لعملية ربط العملة؟ هنا يمكن القول إن الأسباب كثيرة أهمها البحث عن الاستقرار المالي والاقتصادي العالمي.

 

ماذا يعني ربط العملة بالدولار؟

تشير التقديرات المالية العالمية أن أكثر من 66 دولة حول العالم أعلنت ربط عملتها الوطنية بعملة الدولار الأمريكي.

حيث إن أغلبية دول بحر الكاريبي قاموا بربط عملاتهم بالدولار الأمريكي مثل “جزر البرمودا والبهاما وباربادوس” وغيرهم، ويعود ذلك بسبب أنهم دول تعتمد على السياحة بالدرجة الأولى.

وكذلك ربط العملة الوطنية لديهم بالدولار الأمريكي يترتب عليه استقرار مالي واقتصادي، ويحميهم من عدم التعرض لخسائر مالية خلال الأزمات العالمية.

من ناحية أخرى، تقوم الدول المنتجة لخدمات البترول الخام مثل المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر، بإعلان ربط عملاتهم الوطنية بعملة الدولار الأمريكي.

ويأتي ذلك مقابل توطئة العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الشريك الرئيسي للنفط الخام في المنطقة.

علاوة على ذلك، فإن ربط العملة بالدولار الأمريكي يأتي أيضاً مع الدول التي تعتمد على المجال المالي كمصدر أساسي لدخلها القومي مثل “ماليزيا، سنغافورة، هونغ كونغ”.

إذ إن ارتباط عملات تلك الدول بالدولار الأمريكي يزيد من تعزيز حماية واستقرار اقتصادهم ويقلل من فرص المخاطر التي قد تحدث في سوق الفوركس العالمي.

أما الدول الكبرى مثل الصين فنجدها تسعى دوماً إلى ربط عملاتها بالدولار الأمريكي، بهدف مواكبة السياسات المالية للدولة الأخرى وتحقيق شيء من الاستقرار في الأسعار التنافسية، وخاصة أن الصين تقوم بتصدير منتجاتها إلى أمريكا.

فيما يخص ربط العملة بالدولار الأمريكي مع الدول النامية، فإن هذا يعود بسبب التقلبات الاقتصادية الكبيرة التي قد تحدث في تلك الدول.

وفي العادة يعود سبب قرار ربط العملة بالدولار الأمريكي لحماية العملة الوطنية من مخاطر التضخم في الأسواق المالية العالمية.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

مراقبة ربط العملة

من الطبيعي على مدار العام حدوث تغيرات وتقلبات على سوق التداول المالي، وعلى هذا النحو يمر الدولار الأمريكي ببعض التغيرات والتقلبات كأي عملة حول العالم.

ولهذا نجد أن معظم الدول ترغب بربط عملاتها الوطنية بالدولار الأمريكي بدلاً من أي عملة أخرى ثابتة، وخلال هذه العملية يقوم البنك المركزي العالمي ببدء مراقبة سير عملية ربط العملة المحلية وقيمتها مقارنةً بالدولار الأمريكي.

وتشير الدراسات المالية الحديثة، أن في حالات ارتفاع أو انخفاض قيمة العملة المرتبطة بالدولار الأمريكي يقوم البنك المركزي باستخدام أدوات نقدية مخصصة لاستعادة عملية الربط بين العملتين.

ومن أهم الأدوات النقدية التي يستخدمها البنك المركزي لمراقبة واستعادة ربط العملة هي شراء وبيع سندات الخزانة المتواجدة داخل الأسواق الثانوية.

 

بعض الإيجابيات والسلبيات في ربط العملة

عملية ربط العملة بعملات أجنبية أخرى أو شهادات استثمارات معينة مثل الذهب والمعادن يحمل بعض الإيجابيات والسلبيات كذلك.

فمثلاً يرى بعض المحللين الاقتصاديين أن قرار مجلس التعاون الخليجي في ربط العملات بالدولار الأمريكي يعتبر دعامة رئيسية قوية للاقتصاد الخليجي مما يتيح استقرار مالي.

وبالحديث عن إيجابيات ربط العملة يمكن القول إن فوائدها متنوعة، فمثلاً توفر هذه العملية أساس وتخطيط استراتيجي لبعض الحكومات.

بالإضافة إلى زيادة نسبة مصداقية والتزام الدول في سياسات النقد الدولية، ويحدث هذا نتيجة انخفاض التغييرات والتقلبات المالية أمام الشركات المنافسة في الأسواق المالية العالمية مما يقلل من نسبة المخاطرة.

أما في الجهة المقابلة، فإن ربط العملة يحمل في طياته بعض السلبيات، أبرزها سهولة السيطرة الأجنبية على الدول التي تعتمد على ربط عملاتها، ويحدث ذلك خلال الضعف أو الخلل التجاري في سعر صرف العملة.

في حين أن أزواج عملات دول مجلس التعاون الخليجي أمام الدولار الأمريكي قد تحمل أزمة تسمى بأزمة قروض الرهونات العقارية، بالإضافة إلى استمرار هذا الزوج أثناء الأزمات المالية الأخرى.

وعلاوة على ذلك، فإن من سلبيات عملية ربط العملة بالعملات الأخرى وخاصة الدولار الأمريكي، حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي على نطاق واسع أو هبوط الطلب على البترول الخام.

وتعتبر الأزمات المالية العالمية هي العامل الرئيسي في انهيار عمليات ربط العملة بالعملات الأجنبية، مثل قرار بريطانيا ربط عملتها بعملة المارك الألماني، إذ يعتبر هذا أيضاً من سلبيات ربط العملة.

وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن عملية ربط العملة لها فوائد كثيرة وأيضاً تحمل في جعبتها سلبيات أخرى، فمن يحدد ذلك هو قدرة الدولة على إدارة ملفاتها المالية بدقة.

وعلى غرار ذلك سنتحدث عن موضوعين مهمين لعملية ربط العملة، وهما ربط العملة بالدولار الأمريكي، وربط العملة بالذهب.

 

ربط العملة بالدولار الأمريكي

من أكثر الإجراءات المالية في عملية ربط العملة أن تكون بشكل مباشر مع الدولار، إذ تقوم الدول بربط عملتها الوطنية بعملة الدولار الأمريكي بهدف تحقيق كثير من الفوائد المالية.

ويتم ربط عملة الدول بالدولار الأمريكي عن طريق البنك المركزي الذي بدوره يقوم بالتحكم في أسعار العملة فور ربطها بالعملة الأمريكية.

حيث إن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق المالية سيؤدي إلى ارتفاع سعر صرف عملة الدول المرتبطة بها، والعكس صحيح أي تنخفض قيمة العملة بانخفاض سعر صرف الدولار.

طرق ربط العملة بالدولار

أولاً: التصدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والعلاقات التجارية، إذ تقوم بعض الدول التجارية بربط عملتها مع الدولار الأمريكي بسبب كثرة الصادرات إلى أمريكا، وبالتالي فهي تمتلك كمية كبيرة من الدولارات في بنوكها المركزية.

ثانياً: السندات المالية، تقوم البنوك المركزية لمعظم الدول التي ربطت عملاتها بالدولار الأمريكي بشراء سندات مالية من الخزانة الأمريكية، ويعود ذلك من أجل زيادة نسبة الفائدة المالية عند بيع الدولار.

 

لماذا تلجأ الدول لربط عملتها بالدولار الأمريكي!

أولاً: معظم الدول تقوم بربط عملتها الوطنية الأساسية لتفادي التقلبات والتغييرات السياسية والاقتصادية في الأسواق المالية العالمية.

ثانياً: بعض الدول تعلن قرار ربط عملتها بالدولار الأمريكي بغية تقليل رسوم الصادرات إلى الولايات المتحدة.

ثالثاً: الحفاظ على قيمة الاستثمارات في الأسواق العالمية، وخاصة استثمار البترول والمواد الخام

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

ربط العملة بالذهب

من أكثر التساؤلات التي يتساءل عنها الشعوب هي كيفية ارتباط العملة بالمعادن الثمينة! وخاصة بعدما فقدت صفة النقود لسهولة استخراجه في بعض دول العالم.

إلا أن الذهب حظي بقبول واسع في الأسواق المالية لندرتها، وبالتالي استطاع الذهب الحفاظ على قيمته العالية.

وبدأ استخدام الذهب كعملة معدنية منذ القرن السابع قبل الميلاد في تركيا التي كانت تعرف باسم “مملكة ليديا”.

 

كيفية ارتباط العملات بالذهب!

في قديم الزمان كانت الدول والحكومات تصدر عملاتها بمقدار ما لديها من ذهب، وهذه تسمى بقاعدة غطاء الذهب.

والدول التي تلجأ إلى ربط عملتها بالذهب، كانت تثبت قيمة صرف العملة عند وزن معين من الذهب، وتسمح للجميع بممارسة التحويل الحر بين العملة والذهب عند هذا السعر.

على سبيل المثال، في حال حددت الولايات المتحدة الأمريكية سعر الذهب بقيمة 500$ للأونصة، فإن قيمة الدولار ستصبح 500/1 من أونصة الذهب.

ونجد أن قاعدة ربط العملة بالذهب بدأت بالانتشار من المملكة المتحدة “بريطانيا” عام 1821م، أما في حلول عام 1870 لحقت بها بعض الدول مثل فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا.

ومع حلول عام 1900 أصبحت جميع دول تأخذ بقاعدة الذهب؛ باستثناء الصين والمكسيك اللتين فضلتا قاعدة الفضة.

 

عملات مستقرة

العملات المستقرة أصبحت من أكثر وأحدث الإصدارات المستخدمة في سوق العملات الرقمية، وحدث ذلك بسبب الفوائد والإيجابيات التي حققتها عملية ربط العملة بعملات أجنبية.

وبالحديث عن العملة المستقرة فيمكن القول إنها عملة رقمية يتم ربطها بأصل وقيمة حقيقة كأي عملة ورقية مستخدمة في العالم.

وخلال وقتنا الحاضر يتوفر ما يقارب الـ 50 عملية رقمية داخل الأسواق المالية تحتوي على عملات مستقرة.

وتساعد العملة المستقرة في تقليل نسبة المخاطرة، إذ أنها تقوم بتقديم مُهمة غاية في الدقة بالأسواق التي تعاني من ارتفاع في الأسعار، أو تقلبات كثيرة بنسبة تتراوح ما بين 10:5%.

من أهم ما يميز العملات المستقرة هي أن الأشخاص يمكنهم تحويل عملاتهم الرقمية إلى عملات ورقية، بمعنى أنها دمجت مزايا سوق التداول الرقمي مع شفافية سوق العملات التقليدي.

ويرجح كثير من الاقتصاديين، أن وجود عملات مستقرة في أسواق التداول المالي سيقوم بحل كثير من العقبات والمشاكل المتعلقة بسيولة بورصة العملات المشفرة.

بالإضافة إلى إمكانية وجود خدمات مالية تكنولوجية تفيد الزبائن مثل القروض والتأمينات وغيرها من الأعمال المطلوبة.

وتعتبر عملة TrueUSD وعملة Tether من بين العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي، في حين أن عملة btiCNY مرتبطة باليوان الصيني.

 

ماذا يتم عند تعطيل ربط العملة؟

أصبحنا ندرك أن عملية ربط العملة بعملات أجنبية أخرى لها فوائد ومميزات مالية واقتصادية على الأسواق المالية العالمية، وإن هذه العملية تساعد على تقوية وتعزيز التبادل بين الدول.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك كثير من المضاربات والتهديدات الداخلية بين المتداولين الذين لا يرغبون بإجراء عملية الربط، والتي تعرف باسم تعطيل وكسر ربط العملة مما قد يُحدث بعض المشاكل.

وتعطيل ربط العملة قد يؤدي إلى انخفاض بالغ في قيمة العملة المرتبطة، وخلل اقتصادي كامل في تلك الدولة.

 

ما هي مزايا ربط العملات؟

ذكرنا خلال هذا المقال الكثير من الفوائد والإيجابيات التي قد تجعل الحكومات تلجأ إلى ربط عملتها بعملة أجنبية أخرى، ومن أبرز المزايا المتاحة أمام ربط العملات، ما يلي:

أولاً: زيادة استقرار سعر صرف العملة المرتبطة.

ثانياً: تعزيز ونمو دخل الفرد وزيادة الأرباح في الأسواق المالية العالمية.

ثالثاً: تجنب وتفادي مخاطر تقلبات الأسواق وخاصة سعر الصرف.

رابعاً: الاستفادة من انخفاض قيمة التبادل التجاري بينها وبين الدولة صاحبة العملة.

خامساً: الاستثمار الاستراتيجي طويل الأجل الذي يقلل من الاضطراب الاقتصادي للدول.

 

ما هي عيوب ربط العملات؟

ربط العملات كأي عملية اقتصادية تحمل في تفاصيلها عيوب ومحاسن، وهنا سنقوم بذكر بعض العيوب المترتبة على الدول بعد ربط عملتها بالعملات الأجنبية الأخرى.

أولاً: المتابعة الدورية الدائمة لعملية العرض والطلب على العملتين المترابطتين.

ثانياً: حدوث انخفاض حادة في سعر صرف العملة الأجنبية مما قد يؤدي إلى مشاكل اقتصادية كبيرة للدولة.

ثالثاً: زيادة التوتر التجاري بين الدول وخاصة في الأسواق المتقلبة والمتذبذبة.

رابعاً: تعطيل ربط العملات بشكل مفاجئ.

 

تابع دروس أكاديمية الفوركس المجانية من IMMFX لتعلم الفوركس من الصفر وحتى الاحتراف

التعليقات مغلقة.