تراجع التجارة العالمية 5.6 % خلال شهر… ما التداعيات؟!

ذكر معهد “كيل” الألماني للاقتصاد العالمي أن الحرب في شرق أوروبا تسببت في تراجع التجارة العالمية في غضون أيام قليلة، ووفقا لحسابات خبراء المعهد لشهر فبراير الماضي، تراجعت التجارة العالمية 5.6 في المائة.

وجاء في بيان للمعهد أمس “هذا هو أكبر تراجع منذ اندلاع أزمة كورونا في ربيع 2020، اتجاه التعافي الذي تم تسجيله في الأشهر الماضية توقف بذلك بشكل مفاجئ”.

وقال فينسينت شتامر، الخبير الاقتصادي لدى المعهد: “على الرغم من أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا لم يتصاعد إلا في الأسبوع الأخير من شهر فبراير، فإن حالة عدم اليقين والعقوبات وزيادة الرقابة على المنتجات لتطبيق العقوبات ستؤثر فيما يبدو الآن بشكل مستدام على التجارة .. الإشارات على تراجع الأداء في الشهر بأكمله صارت واضحة منذ منتصف فبراير، والعقوبات ضد روسيا تعزز هذا الاتجاه”.

أرقام التجارة العالمية بعد الأزمة

كتب المعهد في البيان: في ألمانيا من المرجح أن تنخفض الواردات بشكل حاد بشكل غير عادي، مقارنة بشهر يناير الماضي “سالب 3.9 في المائة”، ومن المرجح أيضاً أن تنخفض الصادرات “سالب 3.8 في المائة”, بالنسبة للاتحاد الأوروبي، هناك أيضاً إشارات على انخفاض الواردات “سالب 1.6 في المائة” والصادرات “سالب 2.8 في المائة”.

وبالنسبة لروسيا نفسها، تظهر حسابات المعهد انخفاضا حاداً في الصادرات 11.8 في المائة، مقارنة بشهر يناير وأشار المعهد إلى تراجع شحن البضائع في ميناء سانت بطرسبرج وحده خلال الشهر الماضي 17 في المائة, ويتوقع المعهد انخفاضاً معتدلاً 1.6 في المائة في الواردات الروسية.

وقال شتامر: “الوضع في التجارة الروسية غير واضح، لكن هناك بوضوح تام تأثير للعقوبات، التي فرضها الغرب، من المرجح أن يحجم مصدرون روس عن تصدير مزيد من السلع فقط لعدم اليقين بشأن تحصيل الإيرادات .. على الرغم من أن شركات شحن كبيرة أعلنت أنها ستوقف عمليات تسليمها إلى روسيا، فإن هذا لن يمس سوى الحجوزات الجديدة؛ ولا تزال الحجوزات القديمة تشحن إلى روسيا، كما هو مخطط بشرط عدم انتهاك العقوبات”.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

عقوبات اقتصادية على روسيا

من جهته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس بفرض عقوبات عالمية جديدة على روسيا بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا، واقترح مقاطعة الصادرات الروسية، ووقف عمليات التصدير إلى روسيا، وأدت العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الغرب إلى عزل روسيا لدرجة لم يسبق لها مثيل في مثل هذا الاقتصاد الضخم.

وقال زيلينسكي إنه ينبغي زيادة الضغط الاقتصادي، ودعا إلى فرض حظر تجاري دولي على روسيا, مضيفاً “إذا استمر التدخل، ولم تتخل روسيا عن خططها ضد أوكرانيا فحينئذ ستكون هناك حاجة إلى حزمة جديدة من العقوبات .. من أجل السلام”، مضيفاً: “قاطعوا عمليات التوريد إلى روسيا- إذا لم يلتزموا بالقواعد الحضارية- فلا ينبغي لهم تلقي السلع والخدمات من الحضارة- دعوا الحرب تطعمهم”.

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

زيادة تجارة الصين مع روسيا

يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات جرى نشرها أمس أن تجارة الصين مع روسيا سجلت نموا بنحو 40 في المائة مطلع العام الجاري، وهو أعلى معدل في أكثر من عقد، في وقت يتطلع فيه الجميع للعلاقات بين بكين وموسكو في ظل التصعيد في الأزمة الأوكرانية.

ووفقا لما نقلته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، فقد ارتفعت التجارة الثنائية 38.5 في المائة إلى 26.4 مليار دولار عن العام السابق، وذلك في البيانات المجمعة لشهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير). وهذا الارتفاع في معدل النمو هو الأعلى لأول شهرين من عام منذ 2010.

كما أن معدل نمو التجارة الثنانية يمثل ضعف زيادة النسبة المئوية الإجمالية لنمو التجارة الصينية خلال الفترة نفسها، وفقا لبيانات نشرتها الإدارة العامة للجمارك الصينية أمس.

في غضون ذلك وصلت الواردات من روسيا إلى 13.8 مليار دولار، بارتفاع 35.8 في المائة, كما ارتفعت قيمة صادرات الصين إلى روسيا 41.5 في المائة في الشهرين الأولين من العام، إلى 12.6 مليار دولار.

 

المزيد من بيانات الأسواق العالمية عبر مدونة IMMFX

التعليقات مغلقة.