كيف تتوقع اتجاهات أسعار العملات | تحليل سوق الفوركس

يعتبر سوق العملات الأجنبية “الفوركس” أحد أكثر الأسواق المالية شهرة؛ وتوضيحاً, هو سوق مالي ضخم تتم فيه عملية تداول العملات العالمي بين ملايين من المستثمرين والبنوك والصناديق الاستثمارية لعدد من الأغراض, أكثرها أهمية هو الاستفادة من تغيّر أسعار صرف العملات وجني الربح من خلال عمليات الشراء والبيع، وقد يعود سبب انتعاش تجارة الفوركس بسبب التطور التكنولوجي والانترنت ووسائل الاتصال الحديثة، يتميز هذا السوق بأنه غير مركزي ولا يتضمّن حدود جغرافية.

 

توقعات اتجاهات أسعار العملات

يسجل هذا التساءل أهمية كبيرة, كونه المفتاح الأساس للاستثمار، ليس في سوق العملات أو الفوركس فحسب, بل في كل الأسواق المالية كسوق الأسهم والسندات والعقود الآجلة أو المشتقات المالية، حيث أنّ التنبؤ بالاتجاهات بالنسبة للحركة المستقبلية في الأسواق, هي حجر الأساس في أي صفقة مضاربة.

 

أمثلة على سوق العملات

تقوم عملية الشراء والبيع في معظم العملات على مبدأ تعويم أسعار الصرف، بمعنى أن أسعارها تتذبذب أو تتباين على أساس العرض والطلب في سوق العملات أو الفوركس، فإن زيادة الطلب على العملة أو الانخفاض في المعروض سيسبب ارتفاع في سعر الصرف, والعكس صحيح، وتتأثر قوى العرض والطلب على العملة بعدد كبير من العوامل المتداخلة مثل السياسة النقدية الخاصة بالدولة أو معدل التضخم، وكذلك الظروف السياسية والجيوسياسية والاقتصادية.

 

[better-ads type=”banner” banner=”2198″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

كيف تتم عملية تحليل حركة سعر العملات؟

هناك العديد من الطرق التي يستخدمها المتداول لتحديد حركة السعر والاتجاه, منها التحليل البياني والذي يستهدف الكشف عن الأنماط المعينة على الرسم البياني ما يعكس في الغالب التفاعل بين الطلب والعرض (المشتري والبائع), على سبيل المثال نموذج “المثلث” والذي يعبر عن الاتجاه، يُعرف عادةً بالنمط الاستمراري, وفي جوهر الأمر، يحتاج المتداول معرفة هذه الحقيقة (بأن شكل المثلث هو النمط الاستمراري للاتجاه) وذلك ما يعزز اتخاذ قرار الصفقات, وهو ما يسهل التحليل لدىيه, لكنه يضع قيودًا إضافية!

في حال سعى المتداول لمعرفة أسباب حركة السعر، فهذا التحليل ليس بكافٍ – فهو يحتاج إلى فهم وتفسير أكثر تعقيدًا لآليات السوق (سواء التحليل الأساسي أو التحليل الفني) واللذان سنتعرف عليهما خلال المقال التالي.

يدّعى بعض المستثمرين أنّ تحليل حركة السعر هو عبارة عن تحليل لأنماط الشموع البسيطة, لكن في الحقيقة، مثل هذا المنهج المبسط لتحليل حركة السعر لن يكون ذو فعالية, إذا كنت تحرص على فهم عمليات السوق من البداية، ينبغي أن يصبح تحليلك موسع بشكل أكبر وليس أبسط,  ذلك سيزيد عدد التفاصيل والعوامل التي يجب عليك التنبّه لها عند التداول.

في الواقع, لا يحتاج المستثمر التعرف على كل تفاصيل التداول, لأنه في النهاية، سيختار أسلوبين أو ثلاثة أنماط ويركز على عدة أحداث وبيانات اقتصادية، كاختراقات النطاقات أو مثلاً ظهور الاتجاهات لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وغير ذلك الكثير.

 

مفهوم التحليل لحركة أسعار العملات

كي تستطيع توقع اتجاهات حركة الأسواق لا بدّ من دراسة بياناتها سواءً كانت الأساسية – الاقتصادية منها أو المالية – أو السعرية، الحالية والتاريخية على حد سواء، كي تستطيع تحديد وجهتها خلال المرحلة القادمة، حتى في الأسواق المالية بشكل عام، وفي سوق العملات الأجنبية بشكل خاص، لذلك لدينا مدرستين رئيسيتين لتحليل الاتجاهات في السوق، هما التحليل الفني والتحليل الأساسي.

 

طرق تحليل سوق الفوركس

بدايةً، عند تحليل السوق نؤكد أنّ القوتين المتحكمتان بدفع وتحريك السوق هما العرض والطلب, فهذان العاملان هما السبب وراء كل حدث اقتصادي وسياسي وعلمي واجتماعي وسوقي, فكل الأسواق في العالم ترتكز عليها – الثيران والدببة كلٌ سواء.

خلال المقال التالي,نوضح الاستراتيجيات والأساليب والخطط والتقنيات المختلفة المتبعة في طرق تحليل السوق وتحليل العملات التي تتشارك كلها في شيء واحد – أنها تحاول تقييم العرض والطلب, قد يكون بعضها دقيق بشكل كامل.

ينبغي عليك معرفة أنّ تحليل السوق الجيد للعرض والطلب هو الطريقة الوحيدة كي تصبح أكثر نجاحاً ودقة من المستثمرين الآخرين بعيداً عن العاطفة، في الواقع، إنّه الطريق الوحيد المتبع للنجاح في تحليل العملات, ومن المهم أن تكون قادراً على إيجاد طرق للشراء بسعر أقل, وبيع بسعر أعلى مقارنةً بمستثمرين آخرين في المكان, دون ذلك، فأنت ببساطة تخسر.

قانون العرض والطلب

تُعرف بأنها النظرية التي تشرح التفاعل بين بائع المورّد والمشتري لهذا المورّد, تساعد هذه النظرية على تحديد العلاقة بين سعر السلعة أو المنتج المحدد، وبالتالي كون المستثمر على استعداد إما للشراء أو للييع, لذلك عامةً، مع زيادة الأسعار يكون المستثمر مستعد لعرض المزيد وطلب أقل والعكس صحيح عندما يقل السعر, حيث تعتمد النظرية على “قانونين” منفصلين، قانون الطلب وقانون العرض, يتفاعل القانونان معاً لتعيين سعر السوق الفعلي وحجم هذه المنتجات في السوق.

يعتبر العرض والطلب أكثر المفاهيم الأساسية للاقتصاد أهمية، سواءً أكنت أكاديمي أو مستثمر أو مزارع أو صانع أدوية أو حتى فقط مستهلك، فإنّ حجر الأساس لتوازن العرض والطلب يتكامل في الأفعال اليومية الخاصة بك, فقط بعد استيعاب أساسيات هذه النماذج تستطيع إتقان الجوانب الأكثر صعوبة للاقتصاد.

يعتبر العرض والطلب إحدى أساسيات الرأسمالية؛ معظم الأوقات يُنظر إلى الرأسمالية كونها نظام اقتصادي يمتلك فيه الفاعلون الخاصّون الملكية ويسيطرون عليها بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة، ويعيّن الطلب والعرض الأسعار بحرية في الأسواق وذلك عن طريق خدمة المصالح الفضلى للمجتمع، خاصةً وأن الصفة الأساسية للرأسمالية هي الدافع لجني الربح.

قانون العرض والطلب يرتبط بكل المبادئ الاقتصادية تقريباً بطريقة أو أخرى, إذا نظرنا للناحية العملية، فإنّ رغبة الناس في عرض وطلب سلعة ما تحدّد سعر التوازن في السوق، أو السعر الذي تكون فيه كمية السلعة التي يود المستثمر عرضها تساوي الكمية التي يطلبها المستثمر, ومع ذلك، من الممكن أن تؤثر عدة عوامل على كلٍ من العرض والطلب، فيؤدي ذلك لارتفاعها أو انخفاضهما بطرق متباينة.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3951″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

ما هو التحليل الفني والتحليل الاساسي؟

بشكل مبسّط يرتكز تحليل السوق على طريقتين من طرق تحليل السوق: التحليل الفني والتحليل الاساسي, حيث يشكلان عامود الأساس لأي تحليل لسوق المال في العالم, إذ يساند المستثمرين للحصول على رؤية أكثر تعمقاً للسوق والعرض والطلب ويساعدهم على التوقع, وكذلك الاستفادة من اتجاهاته وتحركاته المستمرة لصالحهم.

يركّز التحليل الفني بشكله الأساسي على تحركات الأسعار على الرسوم البيانية وتشكيل نماذج التحليل المتعارفة للشموع اليابانية، مثل الاتجاهات، مستويات الدعم، مستويات المقاومة للقمة والقاع، متوسطات التحرك المتباينة ومزيداً من أنواع المؤشرات الفنية والأدوات الفنية المتوفرة على منصات التداول, والتي تسهل عليك تحليل سوق العملات وقراءته لتكوين التحليل الفني المناسب.

بينما يركّز النوع الاخر من طرق تحليل السوق للعملات، التحليل الاساسي; على الأخبار العالمية الاقتصادية، والسياسية، وكذلك الاجتماعية وأيضاً البيانات السوقية والاقتصادية المختلفة، كأسعار الفائدة، والناتج المحلي الإجمالي، والتقارير الخاصة بالبيع بالتجزئة، وتقارير الوظائف، والبطالة، مستويات التضخم وكثير منها.

يستعمل التحليل الأساسي افتراضات المدى القصير، بأنّ الأسعار ستتحرك وتتباين مع هذه المؤشرات الاقتصادية والأخبار، ولكن في النهاية سوف تعود إلى السعر “الصحيح”, وتكون فرصة التداول هي بالضبط الفترة التي تحدث فيها هذه التحركات في الصعود والنزول أو العكس.

عامةً، لا يعتبر التحليل الأساسي لسوق الصرف الأجنبي الأداة التي تتيح للمتداول نقاط دخول وخروج دقيقة للمتاجرة, لذلك يعتمد المتداولون المحترفون على مزج طريقتي التحليل (الفني والأساسي) كي يحققوا أفضل رؤية عن العرض والطلب وصورة السوق أمامهم.

يطلق عليه مسمّى التحليل الاقتصادي، يهتم بشكل أساسي بدراسة المتغيرات كالاقتصادية والسياسية التي لها تأثير على حركة العملات، وذلك بفرض أنّ العرض والطلب على العملة سيتأثّر بقوة أو ضعف الاقتصاد، فمثلاً تضاعف قوة الاقتصاد أو زيادة درجة النشاط الاقتصادي ستنتج ارتفاع في الإقبال على العملة، أي زيادة الطلب عليها، وبالتالي يدفع أسعارها إلى الارتفاع.

والعكس صحيح, في حال كانت البيانات الاقتصادية سلبية، وظهرت مؤشرات تراجع النشاط الاقتصادي أو انخفاضه أو ركوده، حتى في حالات كالتوترات السياسية للدولة ذات العملة، كل هذا يخفض من إقبال المشترين عليها، وبالتالي يزداد المعروض منها مقابل الطلب عليها, وهذا يدفع أسعارها نحو الانخفاض.

ويرتكز المحلل الأساسي أو الاقتصادي، خاصةً في سوق الفوركس على المفكّرة الاقتصادية، والتي تعد جدول يشمل كل مواعيد المؤشرات والأحداث الاقتصادية المهمة التي تؤثر بدورها على العملات المتداولة في سوق العملات، ومن خلاله نستطيع التعرف على المؤثرات الاقتصادية, ومراقبة مدى تأثيرها على قوى العرض والطلب, بالتالي أثرها على تحركات أسعار العملات.

التحليل الفني

التحليل الفني لسوق العملات يرتبط بالرسوم البيانية, في أي وقت يقوم فيه المتداول بإلقاء نظرة على الرسم البياني، فهو بشكل فعلي يقوم بإجراء عملية تحليل فنّي فوري للرسم البياني، سواء كان تحليل لسوق الأسهم أو العملات أو غير ذلك.

يكمن المنطق في تحليل الرسم البياني بأنّه يأتي من (نظرية داو) التي صاغها تشارلز داو الشهير, والتي تتحدث عن العرض والطلب
وبعباراتٍ أخرى، كان المصطلح أن أي تأثير على العرض والطلب سوف يؤثر على الأسعار ويظهر بشكل واضح على الرسوم البيانية في الوقت الصحيح, بالإضافة لذلك، لم يوافق التحليل الفني الأخذ بعين الاعتبار كل شيء يتجاوز الرسم البياني للأسعار، حسب اعتقاده أن هذه البيانات ليس لها أهمية.

 

المزيد من مقالات الفوركس عبر مدونة IMMFX

التعليقات مغلقة.